كتبنا وكتبت بعض الملاحق الرياضية والأقلام الحيادية عن المهزلة الفاضحة التي حدثت في أصفهان يوم الجمعة الماضي وراح ضحيتها منتخبنا الوطني الأول الذي حرم من فرصة حقيقية أخرى للوصول إلى نهائيات كأس العالم والمتسبب في ذلك الاتحاد الكويتي لكرة اليد ولاعبوه الذين سجلوا نقطة سوداء في تاريخهم لن تنساها وسائل الإعلام والجماهير وخصوصا في البحرين، فالمرارة لاتزال موجودة في قلوب البحرينيين ولن يمحيها حب الخشوم أو الخوف من زعل المسئول الفلاني صاحب العقال الغالي كما يتجّه البعض ومع كل أسف وكأنّ القضية ليس قضية البحرين، والمؤسف من ذلك أنّ البعض راح يصوّر القضية من جانب فضل هذا البلد على ذلك البلد حينما قام بالتذكر ببناء المراكز الصحية والمدارس، وقد تحمل الأيام المقبلة في طيّاتها جانبا آخر ليس مستبعدا بأن تحوّل القضية إلى قضية طائفية هي ليست موجودة ولكن هناك مَنْ يبدع في إقحامها والتاريخ يشهد لهم في ذلك.
ومن المفترض أنْ تقف كلّ الملاحق الرياضية بالإضافة إلى القناة الرياضية في البحرين إلى صف منتخبنا الوطني المغدور بشهادة الجميع لكي يكون التأثير الإعلامي أكبر بكثير مما يطرح في الملاحق الرياضية الآنَ، ولذلك فإن هذا الطرح وعلى رغم إصابته الهدف وفي الصميم فإنه يصنف بأنه ضعيف إلى حد ما وبحاجة إلى تكاتف حقيقي لكي تكون الإصابة أكثر دقة، وأما الخوف على زعل المسئول الفلاني والتوجّه إلى التهدئة وكأن شيئا لم يكن فمعناه بأن كرامتنا التي أهينت في أصفهان لن يُرد لها الاعتبار وأنّ كرامتنا ستكون على موعد مع إهانة جديدة أقسى من الإهانة الماضية، فليس من العقل والمنطق أن تنمحي لعبة كرة اليد في البحرين جيلا بعد جيل حتى لا يزعل الرئيس المبجّل الذي عاث فسادا في هذه اللعبة، ولديّ ثقة في القيادة السياسية وبعض من الرياضيين سيكون لهم موقف يحفظ كرامة المملكة.
تعالوا نعتصم من أجل البحرين
أجد نفسي متفائلا جدا بأنّ الاعتصام الذي قرر له أن يُقام الإثنين الماضي أمام السفارة الكويتية في المملكة سيكون رهيبا وسيشهد حضورا كبيرا من أبناء المملكة الرافضين لم أقدم على إهانة كرامتها في أصفهان، ولذلك فإن الأندية المنضوية تحت مظلة الاتحاد كافة وغير المنضوية مطالبة بتوفير إمكاناتها من أجل هذا الحدث التاريخي الذي يحدث للمرة الأولى في تاريخ الخليج العربي وليس في تاريخ البحرين فحسب، فلقد سمعنا عن اعتصامات لأغراض سياسية ودينية واجتماعية، وأما رياضية فالحدث جديد جدا وبالإمكان استغلاله خير استغلال من أجل مستقبل كرة اليد في البحرين الذي سيكون مظلما لو استمر الحال كما هو عليه في المستقبل القريب والبعيد.
والاعتصام السلمي في حد ذاته أسلوب حضاري للتعبير عن الرأي الشعبي، وهو احتجاج مؤدّب على المهزلة التي حدثت في أصفهان لمنتخبنا الوطني، والهدف منها إيصال رسالة واضحة للقيادة السياسية والرياضية وللشعب الكويتي عامة بأننا في البحرين نكن لهم كل الحب والتقدير والاحترام وأن كرامة الكويت من كرامة البحرين ليس مقبول لها أنْ تهان، والرسالة الأخرى بأن الشعب البحريني يستنكر التصرف اللاأخلاقي الذي قام به لاعبي المنتخب الكويتي في تلك المباراة بأمر ودعم من قبل إحدى الشخصيات الرياضية في الكويت، والرسالة الثالثة إلى رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة اليد أحمد الفهد نطالبه بفك الظلم عن كرة اليد في مملكتنا ونسأله «لم ذلك يا الفهد؟!».
لم استقال نهار العصفور
استقالة مدير عمليات الظلم في الاتحاد الآسيوي الكويتي نهار العصفور عقب نهاية تصفيات أصفهان مباشرة أثارت عددا من علامات الاستفهام، وتضاربت الأنباء بشأن أسباب الاستقالة، إذ إنّ العصفور قال: إن أسباب الاستقالة خاصة وهذا غير منطقي ولا يقبله العقل والمنطق، وهناك من يقول إنّ العصفور وعد بمنصب قبل البطولة في الاتحاد الآسيوي ولم ينفذ له الوعد، وهناك من يقول إنّ كباره أحرجوه مع الاتحاد الإيراني بوعده أن يكون المنتخب الإيراني في المركز الثالث وهذا ما لم يحصل، التوقعات لهذه الاستقالة كثيرة جدا، وأنا شخصيا أتوقع أن يكون الرجل قد راجع نفسه بعد وأراد أنْ يتوب إلى الله بعد مساهمته في ظلم العباد بأنْ تكون التوبة توبة نصوحة.
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 2002 - الخميس 28 فبراير 2008م الموافق 20 صفر 1429هـ