مع البدء بتنفيذ قرار منع التدخين في الأماكن العامة، وما تلاه من خطوات لمنع الترويج للتبغ وأنواعه في البحرين، أصبح مجتمع (الأماكن المغلقة على الأقل) أكثر تقبلا للشروط الصحية من السابق لولا بعض الاستثناءات التي تظهر هنا أو هناك.
شريحة كبرى من ساكني البحرين وزوارها بدأوا يلتزمون بقرارات منع التدخين لإضراره بصحة الآخرين، لكن وسط هذه الشريحة التي وصفناها بـ «الكبرى» توجد حالات أخرى يمكن أن نصفها بـ «الشاذة» ترغب في كسر القانون، على رغم ظهورها داخل المجمعات بشكل غريب يثير استهجان من يلتزم بالقانون، وخصوصا بعد أن صار شكل المدخن أو المدخنة منبوذا وغير عصري ولا مرغوب فيه في ظل الحملة الدولية المناهضة لهذه الآفة التي تقتل الإنسان وتكلف الدول مبالغ طائلة لعلاج مدمنيها. وهي نظرة بدأت تصبح عادية في بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية بل وحتى تايلند، فالجميع يناهض التدخين في الأماكن العامة، بل إن إقرار فرض الرسوم المرتفعة على من يستمر في تدخين السكائر أو التبغ بكل أنواعه أصبح ملزما. ويكفي في هذا الصدد نجاح النموذجين الكندي والسنغافوري في منع هذه العادة وتفشيها داخل مدنها التي لا تعتبرها عادة متطورة على الإطلاق.
من بين الخطوات الجريئة التي اتخذتها البحرين منذ أيام منع وضع إعلانات التبغ على لوحات الإعلانات الخاصة بسباق الفورمولا 1 هذا العام، وذلك في تحرك جاد للحد من التدخين، إذ يوجد في البحرين شخص مدخن من بين كل ثلاثة بالغين بحسب تقارير وزارة الصحة.
إن هذا القرار يأتي كجزء من حملة طويلة المدى لإزالة جميع إعلانات السجائر والتبغ الموجودة في الفعاليات الرياضية بالبلاد، فضلا عن منع نشر إعلانات التبغ عبر مختلف المجلات والصحف الصادرة في البحرين.
لن يكون هذا التحرك منصبّا في تلك الجوانب التي جاء ذكرها فقط بل حتى إن قاعات السينما في مجمعي السيف وسار انطلقت منذ أسبوع في بث إعلانات تناهض التدخين في الأماكن العامة قبل بداية كل عرض فيلم.
إن جهود وزارة الصحة في التصدي لوباء التدخين - الذي للأسف تنامى في أوساط الشباب والفتيات وحتى الأطفال - ما هو إلا تحدٍّ آخرَ من الإدمان الذي يجهل الجميع آثاره.
فلو قام كل مدخِّنٍ بكشفٍ كاملٍ بما فيه أشعة واحدة لرئته... لرأى بأم عينيه «البلاوي» التي ارتكبها بحق جسده قبل روحه التي لن تهنأ ولن تستقر طويلا في جسد عطّله دخان غليون أو سيجارة أو شيشة أو «كدو» وغيرها... كل ذلك بسبب جهله وقلة وعيه عما «يتعاطاه»
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 2001 - الأربعاء 27 فبراير 2008م الموافق 19 صفر 1429هـ