يبدو أن نجم «الخاطبة» التقليدية قد أفل، ولم تعد تجدي أيضا المواقع الإلكترونية التي تحمل شعار «رأسين في الحلال» الآن لتظهر لنا على الساحة «بدعة جديدة» للخطبة والزواج متخطية الحدود الجغرافية والأعراف المجتمعية، أبطالها يطمحون للزواج بالمغنية ممشوقة القوام حنطية اللون كحيلة العينين وتتلوى أمام عدسات الكاميرا أو فنان طويل على حصان أبيض وحبذا لو كان بطلا من أبطال المسلسل الشهير «باب الحارة».
وآخر تلك التقليعات ما عمد له أحد الشبان الخليجيين بإرسال رسالة لإحدى المجلات المشهورة يطلب فيها الزواج من هيفاء وهبي، المضحك في الأمر أن حركته إن جاز التعبير تعد «ضربة معلم»، فلم يكتفِ بطلب يد هيفاء وإنما بمخاطبة المجلة لرعاية الحفل، فضلا عن الظهور في إحدى كليبات هيفاء المصورة كموديل بغض النظر عن كونه محققا لأبسط المعايير كقبول الشكل والحضور في أقل تقدير.
واللافت في الأمر أن الفنانة التي يعرض عليها الزواج بتلك الطريقة «تصدق روحها» فلا تسأل نفسها عن الدافع وراء زواج لا يعي فيه الشاب أصل وفصل خطيبة المستقبل أو أخلاقها وسيرتها! ولعلها تتغافل عن التفكير في الأسباب الحقيقية وراء ذلك والتي لا تبعد عن كونها طبقا من ذهب وبابا للشهرة فضلا عن دغدغتها لمشاعر محرمة ببراعة وبتقصد أمام عدسات لم تطلها سكين الرقابة وعلى طريقة المثل المصري الدارج «العيار اللي ما يصبش يدوش» فإن لم يقدر لذلك العاشق الزواج بها نال تصريحا منها للرد على طلبه بتقبلها لصداقته.
أريج عبدالله
العدد 2001 - الأربعاء 27 فبراير 2008م الموافق 19 صفر 1429هـ