العدد 2001 - الأربعاء 27 فبراير 2008م الموافق 19 صفر 1429هـ

عشر نصائح لرقم 44

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

مرة أخرى يخفّض الإسرائيليون إمدادات الكهرباء التي يزودون غزة بها. وتشكل هذه التخفيضات ردا على هجمات حماس المتزايدة في «إسرائيل»، وتأتي على رغم عدم فاعليتها كما ثبت، وعلى رغم تحذير قوي من الإدارة الأميركية للرئيس بوش.

وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية توم كيسي بالقول «نحن نفهم حق (إسرائيل) في الدفاع عن نفسها، ولكننا لا نعتقد بضرورة اتخاذ أي عمل سوف يؤذي أو يفاقم الوضع الإنساني للسكان المدنيين في غزة».

وقالت منظمة الرقابة على حقوق الإنسانHuman Rights Watch إن «التخفيضات في تزويد الكهرباء والوقود «تشكل عقابا جماعيا، وهو انتهاك للقانون الدولي».

من الواضح أن الرئيس الأميركي القادم سيضطر لأن يتعامل مع النزاع الإسرائيلي الفلسطيني المتدهور. بغض النظر عمن سيكون هذا الرئيس، فإنه سيضطر لأن يستخدم تجارب الرؤساء السابقين.

وقام معهد الولايات المتحدة للسلام، وهو مركز للبحوث والخبرات، بتسهيل هذه المهمة إلى حد بعيد، حيث قام بنشر تقرير «التفاوض على السلام العربي الإسرائيلي: القيادة الأميركية في الشرق الأوسط.»

يعتمد تقرير معهد الولايات المتحدة للسلام على مقابلات أجريت مع صانعي السياسة من الداخل من الولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط، الذين سئلوا حول ما الذي ينجح وما الذي لا ينجح في دبلوماسية الشرق الأوسط. وقد أتوا بعشرة دروس للطاقم التفاوضي الأميركي المقبل في الشرق الأوسط. ليس أي من هذه الدروس جديدا، ولكن فريق المعهد يقوم بنسجها في وثيقة سياسة جادة سوف تثبت قيمتها لدى الإدارات المستقبلية.

الدروس العشرة

الدرس الأول: هو الإدراك البسيط أن إطالة أمد النزاع الإسرائيلي الفلسطيني يضر «قدرة أميركا على بناء أحلاف لتحديات حرجة أخرى تواجه المنطقة، مثل الأوضاع في إيران والعراق، وأنه يُذكي عدم الاستقرار والعنف في الساحات المجاورة مثل لبنان».

الدرس الثاني: هو أنه «يجب عدم تحديد سياسة الولايات المتحدة في أي مكان سوى واشنطن. التشاور مع الأطراف وإجراء مراجعات في السياسة بناء على هذه المشاورات أمر لا مناص منه، ولكن يجب أن تُرى سياستنا على أنها سياسة خاصة بنا».

الدرس الثالث: هو أنه «يجب على الولايات المتحدة ألا تستغل الفرص والاحتمالات وإنما كذلك أن تشجع وتسعى إلى وتعمل على إيجاد الفرص لصنع السلام».

الدرس الرابع: هو أن «عملية السلام قد تعدت مرحلة «الخطوة بخطوة» وأنها يجب أن تهدف إلى حلول نهاية اللعبة».

ينص التقرير على أن «بناء شبكة من الدعم الإقليمي لا يعتبر أمرا حاسما لعزل العملية عن القوى الرافضة (مثل إيران وحلفائها) فحسب وإنما كذلك كلبنة بناء لمتابعة مصالح الولايات المتحدة في الخليج وعبر المنطقة.

ويلقي التقرير باللائمة على إدارة الرئيس بوش لأنها «فشلت مرتين في الرد عندما أعربت الدول العربية عن تغيير أساسي في سياستها في عامي 2002 و2007 من خلال مبادرة السلام العربية التي دعمتها السعودية».

يتوجب على الولايات المتحدة أن تعمل بجدية أكثر لكسب دعم الحكومات العربية لجهودنا الدبلوماسية.

الدرس الخامس: وهو أنه «يجب احترام وتنفيذ الالتزامات التي اتخذتها الأطراف والاتفاقيات التي وقعتها.

يجب على الولايات المتحدة ضمان الالتزام من خلال الرقابة ووضع معايير المساءلة، والإبلاغ عن الانتهاكات بصورة عادلة إلى الأفراد، وتحديد النتائج عند الخروج عن الالتزامات أو عدم تنفيذ الاتفاقيات».

ويشار هنا إلى الوعود المتكررة بتجميد الاستيطان وتفكيك البؤر الاستيطانية المتقدمة، وهو أمر يبدو أنه لا يحدث أبدا.

ويشير كذلك إلى اعتماد أميركا على «إسرائيل» لتقرر ما إذا كان الفلسطينيون يلتزمون بما تعهدوا به من حيث اللا عنف بدلا من استخدام آليات الرقابة الخاصة بنا (تحت إدارة الرئيس كلينتون قامت وكالة المخابرات المركزية بعملية الرقابة وتوقفت التفجيرات الانتحارية الفلسطينية).

الدرس السادس: وهو أن «تدخل الرئيس الأميركي أمر حاسم وحيوي، ولكن الموجودات الرئاسية محدودة ويجب استخدامها بحنكة وانتقائية. أي دور مباشر بشكل زائد يطرح مخاطر الحدّ من سلطة مكتب الرئاسة. وأي دور متواضع أكثر مما هو ضروري يطرح مخاطر الفشل في الاستفادة من الفرص الدبلوماسية.

تعتبر المشاركات المباشرة لكل من الرؤساء نيكسون وفورد وكارتر، وجميعهم ساعدوا على قيادة مفاوضات هامة والتوصل إلى اتفاقيات عربية إسرائيلية رائدة، تعتبر بناءة ومفيدة في قياسها الدقيق للهدف والعملية والتوقيت والاستخدام الانتقائي للموجودات الرئاسية».

بمعنى آخر، يجب عدم استخدام المشاركة الرئاسية، إلا عندما تكون تلك المشاركة مضمونة تقريبا في تحقيق النتائج المرغوبة.

الدرس السابع: وهو بناء فريق تفاوضي متنوع يملك الخبرة وضليع في معرفته بالأمور الإقليمية والعملية، وتشجيع حوار مفتوح وتنسيق وتعاون داخل الحكومة. يجب عدم تحمّل عملية سياسية غير فاعلة. لقد أكد صانعو السياسة الأميركيون بشكل متواصل ومتكرر للمجموعة الدراسية على ستة عناصر للنجاح التنظيمي: خطوط واضحة للمسئولية، فريق منضبط ومتنوع يملك الخبرة، التداول، التشارك بالمعلومات، والتخطيط والإعداد السياسي الصحيح المناسب.

يبدو بالنسبة لمعظم الفترة قيد المراجعة والدراسة أن العديد من هذه العناصر كانت معدومة».

الدرس الثامن: هو «بناء دعم واسع محلي من الحزبين واستخدام رأس المال السياسي قبل فوات الوقت في الفترة الرئاسية. يجب أن يكون الكونغرس على علم تام، يجب استخدام العلاقات الوثيقة في الكونغرس ومع مجموعات الاستقطاب دون الوقوع في شرك أجندات المجموعات المحلية».

يعتقد الفريق أن الاعتبارات السياسية المحلية ومجموعات التأثير المساندة لـ»إسرائيل» «تؤثر على السياسات» ولكنها لا تقررها.

ويقول الفريق إن «القيادة الرئاسية هي العامل الأكثر حسما. عندما يقود الرؤساء العملية الدبلوماسية العربية الإسرائيلية فإن الكونغرس والرأي العام يتبعان، حسبما صرح المشرعون الحزبيون للمجموعة الدراسية.

الدرس التاسع: وهو أن «المبعوث الناجح يحتاج لدعم قوي وغير مبهم من البيت الأبيض، ومصداقية مع كافة الأطراف، وتكليف واسع النطاق. يجب ألا يشكل المبعوثون بدائل عن دبلوماسية ذات معنى. يفضل وجود سياسة بدون مبعوث، بدلا من مبعوث بلا سياسة».

الدرس العاشر: وهو «أن تستخدم الولايات المتحدة صندوق الأدوات الدبلوماسية بحكمة وعدل وأن تنتبه عن كثب إلى التطورات على الأرض. يجب استخدام أدوات مثل المعونة الاقتصادية واجتماعات القمة بوجود أهداف إستراتيجية في الأذهان، وليس فقط لشراء الوقت». تقرير معهد الولايات المتحدة للسلام ثمين جدا ولكن توصياته ليست ثورية. لا يتطلب أي منها من أميركا أن تتخلى عن صداقتها مع «إسرائيل». الواقع أن معظم التوصيات مبنية على تحالفنا القوي مع «إسرائيل». تلك الصداقة، والثقة التي يملكها كل طرف في الطرف الآخر، هي التي تجعل الدبلوماسية الناجحة ممكنة. لهذا السبب لا تستطيع سوى الولايات المتحدة وليس الاتحاد الأوروبي أو الأمم المتحدة التوسط في الوصول إلى اتفاقية. فقط أميركا تستطيع ذلك.

يستطيع أي رئيس يعقد العزم أن يفعل ذلك، أن ينهي النزاع وبالتالي أن يعزز بشكل واسع ليس فقط أمن أميركا وإنما أمن «إسرائيل» كذلك.

قد لا يملك الرئيس الرابع والأربعون لأميركا جميع الأوراق، ولكنه، أو لكنها، يملك أو تملك معظمها.

نصيحة لرقم 44: استخدم هذه الأوراق.

* مدير مركز سياسة واشنطن في منتدى السياسة الإسرائيلي، والمقال ينشر بالتعاون مع «كومن غراوند

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 2001 - الأربعاء 27 فبراير 2008م الموافق 19 صفر 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً