العدد 2001 - الأربعاء 27 فبراير 2008م الموافق 19 صفر 1429هـ

فيلم بوفور المناهض للحرب يواجه أشباح «إسرائيل» بشأن لبنان

أنهى المخرج الإسرائيلي جوزيف سيدار تصوير فيلمه الدرامي حول انسحاب بلاده العام 2000 من جنوب لبنان في منتصف العام 2006 وذلك قبل أسابيع من اندلاع صراع جديد بين البلدين.

وقال سيدار المولود في نيويورك بشأن فيلمه» بوفور» الذي عُرض لأوّل مرة في مهرجان برلين السينمائي العام الماضي والمرشّح حاليا لجائزة أوسكار لأفضل فيلم أجنبي «لقد كنا مقتنعين أننا قد انتهينا من الفيلم».

وقال سيدار واصفا «بوفور» الذي يحكي قصة مجموعة من الجنود الإسرائيليين الذين احتجزوا وينتظرون الأمر بالإخلاء من موقع متقدّم محصّن جيّدا ويعود تاريخه لحرب العام 1982 بين «إسرائيل» ولبنان «أعتقد أنّ فيلمنا يعامل الحرب ككارثة قومية».

وفاز سيدار بجائزة أفضل مخرج في مهرجان برلين عن فيلمه «بوفور» لينضم الى المخرجين الإسرائيليين الذي فازوا بعدد من الجوائز في مهرجانات الأفلام وينالوا الاعتراف الدولي بقدراتهم فى السنوات الأخيرة.

ويحكي الفيلم الذي أطلق عليه اسم قلعة صليبية قديمة أيضا قصة رعب وعبث الحرب ورد الفعل البشري على عدو لم يتم رؤيته مطلقا لكنه يجعل وجوده محسوسا بواسطة القصف والهجمات العشوائية. وتقع قلعة بوفور على قمة تل يطل على سهل البقاع الموصل لدمشق وتعرف في العالم العربي باسم «شقيف ارنون» وكانت دوما موقعا عسكريا متميزا منذ أن بناها الصليبيون في القرن الـ 12. ونتيجة لهذا تغيّرت عدّة مرات الجهات التي تسيطر عليها عن طريق معارك دموية.

وقال سيدار: «إنّ السؤال هنا ليس إذا كنت ستنتصر ولكن إذا كنت ستظل على قيد الحياة».

وبوفور هو «فيلم عن البقاء» ويشكك فى القرار العسكرى والسياسي الذي يقف خلف إرسال الجنود الإسرائيليين ليعيشوا ذلك الرعب والخوف. حتى أنّ هناك نقطة يفكر فيها الجنود فى الفيلم بالتمرد على قادتهم السياسيين في القدس فيما هم ينتظرون أن تعطي الحكومة الضوء الأخضر لهم للانسحاب وإنهاء واحدا من أكثر حملات «إسرائيل» العسكرية إثارة للجدل.

ويقول إيلي إلتونيو الذي يلعب دور واحد من الجنود الشبان المحتجزين في الأنفاق والمستودعات الكئيبة الشبيهة ببيت الأرانب كما تحولت بوفور على يد الإسرائيليين «كل شخص في هذا الوضع يمتلئ بنفس التجارب الصادمة».

وقال إيتاي تيران الذي يلعب دور جندي آخر يسمى كوريس ويجاهد لكي يحتوي مشاعره في وجه مقتل زملاء سلاحه «ليس لدي أي فكرة عن الشعور الذى يمكن ان يسيطر على المرء في ذلك المكان».

ويقول تيران: «إن أحاسيس التضامن طرحت ملايين الأسئلة» وقال إن بورفور تركه وهو يحاول «حل هذه المتاهة أو اللغز» مع آلاف الجنود الذين قتلوا في المعارك وهم يحاولون الدفاع عن القلعة قبل أنْ تقع في يد الإسرائيليين. بمعنى أن فيلم بوفور لسيدار ليس عن الحرب كانسحاب عسكري.

وبالتأكيد وبشكل غريب فقد ساعد لقاء تلفزيوني مع والد أحد الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا في محاولة فاشلة لإخلاء بوفور على حقن جرعة من الواقعية والحقيقة في وضع متدهور بسرعة داخل القلعة إذ كان الجنود ينتظرون أنْ ينسحبوا.

وشرح الوالد للمذيع التلفزيوني الذي كان يستضيفه أنه شعر بأنه لم يعلم أولاده بشكل صحيح. وقال «لم أجعلهم يفهموا مدى أهمية حياتهم».

لكن حينها تبدو الأيام الأخيرة من سيطرة الجيش الإسرائيلي على بوفور جزءا من دائرة العنف الذي عادة ما يكون عشوائيا وبلا مشاعر ويندلع بشكل دوري في الشرق الأوسط ويأخذ ضحاياه ويغير للأبد حياة الباقين.

وإذا كان هناك شيء يأمل سيدار لمشاهدي فيلمه أن يتعلموه من قصة بوفور المستمدة من كتاب ألفه رون ليشام الذي فقد أحد أقاربه في حرب 1982 بين إسرائيل ولبنان، فهو أنّ نفس الجنود الشبان عادوا للبنان في 2006 بعد ست سنوات فقط من انسحابهم. وقال سيدار «هنالك رسالة بسيطة... نأمل أنْ يعيش الناس مع قصة مرعبة وأنْ تغير طريقة تفكيرهم قليلا». وأضاف «لكن آمالنا محدودة للغاية في هذا الاتجاه».

العدد 2001 - الأربعاء 27 فبراير 2008م الموافق 19 صفر 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً