العدد 2001 - الأربعاء 27 فبراير 2008م الموافق 19 صفر 1429هـ

مثقفون مغاربة... مفهوم حوار الحضارات فضفاض ينبغي إعادة النظر فيه

الدارالبيضاء - زكية عبدالنبي 

27 فبراير 2008

اعتبر مفكرون ومثقفون مغاربة مفهوم «حوارالحضارات» مفهوما فضفاضا يحتاج إلى التعامل معه بكثير من الحذر؛ لأنه «اصبح أفيونا يروج له لتشتغل به كثير من الندوات والمناظرات». كما دعوا في المقابل إلى التفكير في حوار داخلي للشعوب قبل محاورة الآخر.

وقال المفكّر والكاتب المغربي بن سالم حميش في ندوة نظمت الأسبوع الماضي في الدار البيضاء على هامش الدورة الرابعة عشرة لمعرض الكتاب الدولي «حوار الحضارات أصبح أفيونا يروّج له وتشتغل به المناظرات والندوات».

واضاف «عندما نتكلّم عن الحوار نفترض أن هناك معسكرات أو كتلا مدعوة إما الى حرب أو الى سلم وأن كل كتلة تشكل كتلة متجانسة متراصة والحال ليس كذلك». وقال إنه داخل القطر الواحد والتجمّع القطري الواحد «ليس هناك حوار يمكن أن نصفه بالحوار الثقافي المنتج المثمر النافع».

أما بشأن الحوار مع الغرب الذي يقول حميش إنه لا يجب التحدّث عنه بصيغة الجمع وإنما بصيغة المفرد بسبب تعدد الثقافات الغربية فإنّ «الحوار الحقيقي والمثمر لا يمكن أن ينشأ إلاّ إذا كان هناك تعارف واعتراف قوي بين الأطراف المتحاورة وإذا زال منطق القوة المتحكم في بعض الانواع من الحوارات التي هي مفاوضات بالاساس». مؤكدا أن «الحوار الحقيقي لا يمكن أن يتم ويبدأ ويدشن إلا إذا صفينا بعض أنواع الصراعات وبؤر النزاع وعندما تغيب القطبية الأميركية ونصبح أمام تعدد القطبيات ويزول الفكر الواحدي الذي يفرض نفسه بالقوة العسكرية والعددية والنووية ويعترف للشعوب بحق وقها وتسوى القضية الفلسطينية والمشاكل الاخرى العالقة...»

ويخلص حميش إلى أنه «لايجب ان نتحول الى دعاة بل أن نرصد الصعوبات التي تحول دون ان يكون هناك حوار حقيقي وليس حوارا للواجهات وللاستهلاك». واعتبر حميش أبياتا من ديوان ترجمان الاشواق للمتصوّف العربي ابن عربي خير مثال على حوار الحضارات والاعتراف بالآخر «لم يسبق لها نظير في أي أدب عالمي آخر».

لقد صار قلبي قابلا كل صورة

فمرعى لغزلان ودير لرهبان

وبيت لاوثان وكعبة طائف

وألواح توراة ومصحف قرآن

أدين لدين الحب أَنَى توجهت ركائبه

فالحب ديني وايماني.

ومن جهته ركز الباحث الجامعي عبدالحي المودن على الحوار الداخلي «فنحن نتحدّث عن الحوار مع الآخر كأننا وحدة متجانسة.» وقال إنه «يجب أن يكون الحوار أوّلا على المستوى الداخلي وأن نفكّر في ضرورة خلق حوار ثقافي داخلي مثلا بين العلمانيين والإسلاميين والمدافعين عن الثقافة الأمازيغية مثلا وبين مَنْ يروا في الدفاع عنها خطرا يهدد الوحدة الوطنية».

أمّا الكاتب المغربي عبداللطيف كمال فردّ فشل الحوار بين الحضارات إلى غياب التكافؤ على جميع المستويات الإصلاحية السياسية الاقتصادية... «فالعيب بنا غياب إصلاحات سياسية واقتصادية... بالإضافة إلى المسألة الدينية هذا التأجيل في الإصلاح ليس في صالحنا».

وقال «عندما لا يكون هناك تكافؤ لا يجب أنْ نطلب رحمة الآخرين». واعتبر عبدالله ساعف الأكاديمي المغربي ووزير التعليم السابق «الرهان الحق يقي هو خلق إطار ديمقراطي تعددي فيه التنوع واختلاف وتدبير حضاري للصرعات».

كما شدد على أن «حرية التعبير هي أداة أساسية في الصراع ضد الانغلاق ورفض الآخر». وقال إنّ»حرية التعبير هي مكون أساسي من التنوع وبالتالي هي أسمى القيم وسندها الرئيسي هي صحافة حرة».

العدد 2001 - الأربعاء 27 فبراير 2008م الموافق 19 صفر 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً