العدد 2001 - الأربعاء 27 فبراير 2008م الموافق 19 صفر 1429هـ

لابد من استبطان منطق الحرب زمنَ السلم

في محاضرته عن مجتمع المعلومات والتنمية... رضا المثناني:

اعتبر التونسي رضا المثناني في محاضرته التي ألقاها مساء الإثنين الماضي ببيت عبد الله زايد لتراث البحرين الصحفي تحت عنوان: «مجتمع المعلومات والتنمية: أية علاقة؟» أن «المعلومة من حيث هي طاقة تصبح بهذا المعنى محركا للتاريخ ومنعرجا من منعرجاته وليس التاريخ باعتباره حركة لولبية كما هو الشأن في الفكر الخلدوني سوى سلسلة من المنعرجات.» ويفسر هذا القول بأن الثروة الجديدة اليوم تكمن في المعلومة، ذلك أن هذه الطاقة أو الثروة الجديدة تمكن من توظيف الثورة المعلوماتية ايديولوجيا واستراتيجيا ما يؤهلها للسيطرة على المنظومات السياسية والاجتماعية والاقتصادية على حد السواء.

وعلاوة على أن التفوق المعلوماتي لبلد ما يؤدي بالضرورة إلى سيطرته على العالم، فإنه يساهم في الآن ذاته ومن خلال «توظيف تقنيات الإتصال في إتجاه تحقيق مآرب خاصة أو نشر ثقافة محددة.»

وعليه يؤكد المثناني أن الثقافة اليوم أصبحت بموجب القوانين التي أرساها مجتمع المعلومات «صناعة مثل كل الصناعات تحمل سمات المجتمع الذي صنّعت فيه.» وحتى تكتسب هذه الصناعة خصوصية وتميزا عن باقي الثقافات أو الصناعات المروّجة في كل بلد لابد من الإتجاه إلى مميزات المجتمع، إلى تراثه، بحيث يتيح هذا التميّز امتلاك أسباب القوة التي تعتبر أهم أدوات النّزال في مجتمع المعلومات، وهو ما يختزله الأكاديمي التونسي بالقول في محاضرته «استبطان منطق الحرب زمن السلم» مقدما أمثلة على ذلك ثلاث بلدان تختلف من حيث انتمائها الجغرافي ومكانتها الحضارية وحتى كثافتها السكانية لكنها تلتقي على مستوى قوة الإرادة وعملها الدائم من أجل احتلال المراتب الاولى على مستوى التنمية وهي على التوالي اليابان، ألمانيا ثم السويد الذي اعتبر أنها اختارت أن تكون فاعلة على المستوى الإقتصادي لا السياسي.

ويعتبر المثناني أن انخراط العرب في مجتمع المعلومات،ع لى تأخره مقارنة بالبلدان الغربية، استغرق فترة أقل بكثير من المسافة الزمنية التي فصلت انطلاق نهضة العرب والخطوات الأولى للنهضة في أروبا والتي استغرقت أربعة قرون، وهي أيضا المسافة ذاتها التي استغرقها انتقال الطباعة من أروبا إلى البلاد العربية، على أنه يؤكد أنه وخلافا لما ذهبت إليه الشعوب العربية من تقديم مجتمع المعلومات على أنه هدف في حدّ ذاته، فإن مجتمع المعلومات في الواقع ليس غير آلية و»ظاهرة حضارية ومرحلة تاريخية تتطلب منهجية ذات طابع شمولي» وهو «فرصة تاريخية لتحقيق نسب نموّ عالية «علاوة عن كونه «آلية من آليات النفوذ» ذلك أن الممسكين بأسباب هذا المجتمع هم الذين يحكمون العالم، ما جعل المثناني يعتبر أن المستقبل لن ترسمه الامبراطوريات الكبرى مثلما اعتدنا وإنما البلدان الصغيرة هي التي ستصنع الفارق التنموي والمعلوماتي.

وللإشارة فإن رضا المثناني باحث وخبير أكاديمي في مجال علوم الإعلام شغل خططا هامة من أبرزها عمادة معهد الصحافة والإخبار في تونس كما يشغل حاليا منصب رئيس ديوان وزير التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا.

العدد 2001 - الأربعاء 27 فبراير 2008م الموافق 19 صفر 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً