العدد 1998 - الأحد 24 فبراير 2008م الموافق 16 صفر 1429هـ

المحرق فوق هام السحب... بتألق خطف أغلى لقب

غاب ضوء النجمة فلمعت أنياب الذئاب

الرفاع - عبدالرسول حسين، كاظم عبدالله، يونس منصور 

24 فبراير 2008

بتألق نجومه خطف ذئاب المحرق أول ألقاب الموسم الرياضي الكروي بفوزه بلقب كأس جلالة الملك «أغلى الكؤوس» بفوزه على حامل اللقب فريق النجمة بهدفين نظيفين في المباراة النهائية والتي جرت يوم أمس على ملعب استاد البحرين الوطني، ونجح المحرق في استعادة اللقب الغالي بعد غياب موسمين حمل فيهما النجمة أغلى الألقاب، وهي المرة الـ 13 في تاريخه وتاريخ المسابقة التي يحقق فيها المحرق اللقب، وجاء هدفا الفوز للمحرق على مدار شوطي المباراة، إذ تمكن محمود عبدالرحمن من تسجيل الهدف الأول في الدقيقة 22، وعزز فوزي عايش فوز المحرق بالهدف الثاني في الدقيقة الرابعة من زمن الشوط الثاني.

وبعد نهاية المباراة توج نائب راعي المباراة رئيس الحرس الوطني سمو الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة بتتويج الفريق البطل، إذ قلد أولا لاعبو النجمة بالميداليات الفضية، ثم توج المحرق بكأس البطولة الغالية، وزفت الجماهير المحرقاوية نجوم فريقها وبرفقتهم أغلى الكؤوس ورفعوهم فوق هام السحب فرحا بالفوز الغالي.

جاءت المباراة متوسطة المستوى وربما يمكننا القول أنها جاءت من طرف واحد وهو المحرق وسيطر على مجريات اللعب منذ بداية المباراة إلى نهايتها، فيما خرج النجمة بمستوى متوسط لم يتمكن به من مجاراة خصمه المحرق ووضح الاستسلام على لاعبيه وخصوصا بعد الهدف المحرقاوي الثاني.

اندفاع أحمر

بدأ المحرق المباراة كعادته مهاجما من أجل خطف هدف مبكر يريح به أعصابه وأعصاب جماهيره الكبيرة التي حضرت المباراة إلا أنه وجد الطريق أمامه شائكا وصعبا وخصوصا أن الدفاع النجماوي وقف له بالمرصاد على رغم الارتباك الواضح في صفوفه.

ومرت الدقائق العشر الأولى من دون خطورة حقيقية على المرميين على رغم الأفضلية الواضحة للمحرق في امتلاك منطقة المناورات والاستحواذ على الكرة، وشهدت الدقيقة 13 قرارا عكسيا لحكم المباراة جاسم محمود عندما احتسب ركلة حرة مباشرة على المهاجم المحرقاوي جيسي جون بداعي عرقلته المدافع النجماوي بودهوم مع أن الإعادة التلفزيونية أظهرت عدم لمس جون للمدافع.

وشهدت الدقيقة 14 فرصة حقيقية للنجمة عندما وجد حمد فيصل الشيخ نفسه في مواجهة المرمى من كرة طويلة لعبها الشيخ «لوب» فوق الحارس المتقدم سيدمحمد جعفر اصطدمت الكرة بعارضة المرمى والتي حرمت النجمة من افتتاح باب التسجيل.

صاروخ بعيد المدى

وعند منتصف الشوط حصل المحرق على خطأ وركلة حرة مباشرة من مسافة بعيدة «30 ياردة» تصدى لتنفيذ الخطأ المدفعجي محمود عبدالرحمن والذي أطلق صاروخ بعيد المدى لا يصد ولا يرد «وعينك ما تشوف إلا النور»، إذ اصطدمت الكرة بعارضة المرمى وهزت معها قلوب جميع من في الملعب وأولهم جماهير المحرق الحاشدة والتي انتشت بهذا الهدف الجميل في الدقيقة 22.

بعد هذا الهدف تواصل اللعب ووضحت بشكل كبير خبرة لاعبي المحرق من خلال تهدئة مجريات اللعب وخفض سرعة الأداء من خلال الاحتفاظ بالكرة والاستحواذ عليها، في حين حاول النجمة مباغتة المحرق بالهجوم إلا أنه لم يتمكن، وفي الدقيقة 31 كاد سالمين يضاعف النتيجة للمحرق بكرة وصلته من ركلة ركنية لعبها برأسه أوقفها عبدالرحمن عبدالكريم، وكرر سالمين فعلته ولكن هذه المرة بقدمه ضلت الكرة فيها طريق المرمى في الدقيقة 32، ولم يهدأ المحرق بصورة كاملة بل حاول مضاعفة النتيجة وسدد ريكو كرة قوية حولها عبدالرحمن لركلة ركنية في الدقيقة 35، ومن هجمة دراماتيكية مرر ريكو كرة إلى جون حاول المدافع النجماوي أبوبكر آدم إبعادها اصطدمت بجون وتحولت للمرمى وارتطمت بالقائم الأيسر لمرمى النجمة لتضيع فرصة محرقاوية ثمينة لتعزيز تقدمه في الدقيقة 37، ومرت الدقائق الأخيرة من هذا الشوط من دون وجود خطورة حقيقية على المرميين لينتهي بتقدم المحرق بهدف وحيد.

هدف أحمر ثانٍ

دفع كريسو بورقته الأولى بدخول المدافع أحمد أمين بدلا من حمد الشيخ مع تغيير مركز بودهوم من الظهير الأيسر إلى الوسط، وفاجأ فوزي عايش الجميع بتسديدة قوية من الجهة اليسرى مرت بسلام لتسكن الشباك النجماوية هدفا تعزيزيا للمحرق وفجر شلال الفرح في مدرجات المحرق في الدقيقة الرابعة.

اندفع بعدها لاعبو النجمة للهجوم في محاولة منهم للعودة إلى أجواء المباراة إلا أن تماسك لاعبي المحرق وانضباطيتهم والتزامهم حال دون وصولهم لمرمى سيدمحمد جعفر، وفي تغيير ثان لكريسو يدفع بالتونسي لمجد الطاهر بدلا من سالم موسى وذلك من أجل اللعب بجانب راشد جمال.

ولم تأت التغييرات النجماوية بفائدة فنية على أداء وطريقة وأسلوب لعب الفريق بل بالعكس هبط الأداء النجماوي كثيرا وخصوصا أن لاعبي المحرق بدأوا بتهدئة اللعب وامتصاص اندفاع خصومهم، وانحصر اللعب وسط الملعب لتنعدم الخطورة على المرميين، واتضح بصورة جلية الاستسلام على لاعبي النجمة من خلال المحاولات اليائسة التي كانوا يقومون بها على مرمى المحرق.

في المقابل، لم تكن هناك أية خطورة للمحرق على مرمى النجمة وخصوصا أن لاعبيه يبدو أنهم اكتفوا بالهدفين، لتنتهي المباراة بفوز المحرق. أدار المباراة الحكم جاسم محمود وعاونه في الخطوط سمير عبدالله ويوسف الوزير وحكم رابع نواف شكرالله.

الجماهير المحرقاويةزفّت أبطالها في ليلة حمراء

كان الحضور الجماهيري جيدا في المباراة النهائية وخصوصا من جانب الجماهير المحرقاوية إذ كان حضورها كبيرا ومتميزا كالعادة وحضرت إلى الاستاد مبكرا وزينت مدرجاتها بالإعلام واللافتات والزينات الحمراء في مشهد جميل أعطى رونقا وجوا رائعا للمباراة.

في المقابل، جاء الحضور الجماهيري النجماوي أقل بكثير من الجمهور المحرقاوي، فضلا عن تأخر حضور الجماهير النجماوية إلى الملعب حتى بعد صفارة بداية المباراة، وهدأت الجماهير النجماوية بعد الهدف المحرقاوي الثاني وكأنها استسلمت لواقع خسارة فريقها مبكرا على عكس الجماهير المحرقاوية التي ظلت تهتف وتشجع على أنغام شيلاتها المتميزة.

«رنغو» أعاد ذكريات عجلان بعد 30 عاما

أعاد النجم المحرقاوي محمود عبدالرحمن «رنغو» بهدفه الصاروخي في مرمى النجمة ذكريات الهدف التاريخي الذي سجله نجم المحرق السابق حسن عجلان بتسديدة صاروخية بالسيناريو نفسه في مرمى النجمة أيضا «الوحدة سابقا» وذلك في نهائي البطولة الأولى لكأس الملك موسم 1977/1978 وانتهى بفوز المحرق بهدف عجلان ليعيد التاريخ نفسه بعد 30 عاما.

علي عامر: كسبنا التحدي الأول

أعرب قائد فريق المحرق علي عامر عن سعادته بفوز فريقه بأغلى الكؤوس مؤكدا أنهم كسبوا التحدي الأول في هذا الموسم.

وقال عامر: «فوز المحرق بهذه الكأس الغالية ليس جديدا على القلعة الحمراء، لكن ما يسعدنا أكثر هو أننا كسبنا التحدي الأول في طريقنا لتحقيق الثلاثية التي خططنا لها منذ بداية الموسم».

وأضاف قائد المحرق «هذا الفوز هو هدية لكل الجماهير الحمراء، وسنعمل بكل قوتنا من أجل إهداء جماهيرنا الوفية كأس بطولة الاتحاد الآسيوي وتسجيل أول لقب خارجي للكرة البحرينية باسم المحرق».

وأشاد على عامر بلاعبي فريقه، مؤكدا أنهم استحقوا اللقب بعد أن قدموا مباراة كبيرة وكانوا الطرف الأبرز فيها، وأفرحوا الجماهير الغفيرة التي حضرت وساندت الفريق ليس في هذه المباراة فقط وإنما في جميع المباريات التي خاضها الفريق في هذا الموسم.

عبدالكريم أنقذ النجمة من هزيمة ثقيلة

على رغم ولوج هدفين في مرماه فإن حارس منتخبنا الوطني السابق ونادي النجمة عبدالرحمن عبدالكريم أنقذ فريقه من خسارة ثقيلة بعد أن تألق في الذود عن مرماه وأبعد الكثير من الأهداف المحققة عن مرماه وتصدى ببسالة للكثير من التسديدات الحمراء وأبعدها عن شباكه.

ويمكن القول إن عبدالكريم استثمر خبرته الكبيرة في الحفاظ على شباكه من التمزق جراء الهجوم الأحمر الجارف، وخصوصا مع عدم قدرة بقية خطوط الفريق على مجابهة لاعبي المحرق الذين فرضوا سيطرتهم الكاملة على اللقاء، وتحمل هو والدفاع العبْء الأكبر في اللقاء.

وبعد تألقه في المباريات التي خاضها النجمة في بطولة كأس الملك ربما يكون الحارس عبدالرحمن عبدالكريم ضمن مخططات مدرب منتخبنا الوطني ميلان ماتشالا في المباريات المقبلة ضمن منافسات تصفيات كأس العالم.

وفي الجهة المقابلة، وقف حارس فريق المحرق سيدمحمد جعفر في مرماه من دون اختبار حقيقي، إذ إن الكرات التي لامسها معدودة جدا ولم تشكل أية خطورة على مرماه، ويعود الفضل في ذلك إلى التفوق الفني للمحرق من جهة، وعدم قدرة النجمة على الانطلاق نحو الهجوم وتفضيلهم البقاء في منطقتهم من جهة أخرى.

المحرق يعلنها: هل من مبارز؟

أكد المحرق مرة جديدة أنه في واد والفرق الأخرى في واد آخر، وبفوزه على النجمة في نهائي كأس الملك ومن قبله الأهلي والبسيتين وبقية الفرق في الدوري، أكد المحرق عدم وجود المنافس له على البطولات المحلية، وكأن لسان حاله يقول: هل من مبارز؟

وبالإضافة إلى فوزه بكأس جلالة الملك مساء أمس، يقف الفريق على مقربة من تحقيق بطولة الدوري أيضا الذي ينفرد بصدارته بفارق 9 نقاط عن أقرب منافسيه، ومن دون أن يمنى بأية هزيمة، إذ فاز في 9 من المباريات العشر التي خاضها في الدوري مقابل تعادل واحد مع وصيفه الأهلي.

وبات المحرق قريبا من تحقيق الفوز بالثلاثية (بطولة الدوري وكأسي الملك وولي العهد)، ولا يبدو ذلك مستبعدا في ظل السيطرة الواضحة والأفضلية الكاملة للمحرق من حيث العناصر والمستوى الفني. ووجه المحرق إنذارا شديد اللهجة لمنافسه فريق الرفاع الذي يتربص للإطاحة به عندما يلتقيان يوم الجمعة المقبل في الأسبوع الأخير من مرحلة الذهاب لبطولة الدوري، إذ أكد المحرق من خلال مباراة الأمس أنه لن يرضى بأقل من الفوز والمحافظة على النقاط التسع التي تفصله عن أقرب منافسيه مع ختام القسم الأول.

30 ألف دينار مكافأة المحرق

تسلم رئيس نادي المحرق الشيخ أحمد بن علي آل خليفة المكافأة المالية لبطل كأس الملك خلال مراسم التتويج وقدرها 30 ألف دينار، فيما حصل فريق النجمة مكافأة الوصيف وقدرها 10 آلاف دينار.

كريسو: أنا لست سيئ الحظ وخسرنا أمام أفضل فرق البحرين

هنأ مدرب نادي النجمة البوسني كريسو فريق المحرق بفوزه بكأس جلالة الملك واعترف بجدارته في الفوز باللقب بعد أن فرض أفضليته على مجريات اللقاء وتوج أفضليته بهدفي الفوز.

وقال كريسو في المؤتمر الصحافي الذي عقد بعد المباراة والذي تخلف عنه مدرب نادي المحرق سلمان شريدة: «قلت لكم قبل اللقاء اننا سنلعب أمام أفضل الفرق البحرينية، وأننا سنواجه منتخب البحرين نظرا للعدد الكبير من الدوليين في صفوف المحرق، وكنت أتوقع أن يكون اللقاء قاسيا على فريقي بالنظر إلى الفارق الفني بين الفريقين، لكني راض عن الفريق عموما؛ لأننا تمكنا من الصمود أمام المحرق ونجحنا في استراتيجيتنا، والهدفان جاءا عن طريق تسديدات من خارج المنطقة وكان المحرق محظوظا فيها وخصوصا الهدف الثاني، وسنعمل الآن على نسيان هذا اللقاء والتفكير في الاستحقاقات المقبلة».

وفي رده على سؤال «الوسط الرياضي» عما إذا كان يشعر بالإحباط أو أنه سيئ الحظ مع الفرق البحرينية التي أشرف على تدريبها وأحرز معها المركز الثاني، قال كريسو: «على العكس من ذلك، فأنا رجل محظوظ بوصولي إلى 6 نهائيات مع فرق مختلفة، وهذا الرقم لم يتمكن أي مدرب من الوصول إليه حتى سلمان شريدة نفسه الذي فاز باللقب أمس مع المحرق»، وأضاف «أنا لا أنكر أنني متشوق لتحقيق المركز الأول لكن هذا لا يجعلني محبطا أو أشعر باليأس أو أنني سيئ الحظ، والبطولات ستأتي بالتأكيد يوما ما».

وعن عدم إشراكه محترفه الجديد المهاجم التونسي لمجد بن طاهر خلال اللقاء قال كريسو انه لم يتمكن من اللعب بمهاجمين صريحين في ظل عدم وجود خط وسط قوي قادر على مجاراة خط وسط المحرق، مضيفا أنه لعب باستراتيجية تضييق المساحات على لاعبي فريق المحرق من خلال وجود أكبر عدد ممكن في منطقة الوسط والمنطقة الخلفية للسيطرة على قوة المحرق.

وأوضح كريسو أن السبب الثاني الذي دعاه لعدم إشراك بن طاهر هو أن اللاعب خاض تدريبين فقط مع الفريق، لذلك فضل عدم المجازفة والدفع به في هذا اللقاء المهم.

وأكد كريسو رضاه عما حققه الفريق منذ أن تسلم مهمة تدريب الفريق، إذ قال: «تسلمت مهمة الفريق قبل 45 يوما، وقبل ذلك لم يتوقع أحد أن يكون النجمة طرفا في المباراة النهائية لكأس الملك، ووصولنا إلى النهائي بحد ذاته أمر جيد للفريق من أجل استعادة المعنويات المفقودة للمشاركات المقبلة، كما أنه أمر مرض بالنسبة إلي».

العدد 1998 - الأحد 24 فبراير 2008م الموافق 16 صفر 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً