شهد عددٌ من مدن العالم أمس الأول (السبت) فعاليات تضامنية مع الشعب الفلسطيني في «اليوم العالمي لكسر الحصار عن قطاع غزّة»، بدعوةٍ من اللجنة الشعبية لفك الحصار عن غزّة، عبر تنظيم إضرابات ومسيرات.
اللجنة يرأسها النائب الفلسطيني المستقل جمال الخضري، وقد شكّلتها حكومة «حماس» مع انهيار الاقتصاد الفلسطيني بسبب تشديد الحصار، ومنع الاستيراد واحتجاز البضائع المستوردة، وتعطل المصانع وتجميد رؤوس أموال التجار، فضلا عمّا تعانيه أغلبية الشعب من بطالة ونقص الغذاء والدواء.
النائب صرّح لوكالة «فرانس برس» أن «رسالتنا واضحة وهو كسر الحصار المفروض على قطاع غزّة وتفعيل الدور العربي والإسلامي والدولي على المستويين الرسمي والشعبي لكسر هذا الحصار الظالم»، وهو نداءٌ يبدو أقرب إلى الأمنيات الصعبة في ظلّ الوضع العربي المأزوم، خصوصا على الجانب الرسمي المتخاذل. ومع ذلك لم ييأس الحضري بل أخذ يراهن على التفاعل الدولي بعد أن خذلهم الأشقاء الأقربون، «فهناك أكثر من 70 مدينة في ثلاثين دولة من دول العالم تشارك معنا في هذا اليوم المهم جدا» كما قال، ولكن نخشى أنْ لا يكون بينها مدينة عربية واحدة، حتى على مستوى تلبية الدعوة التي وجهتها «لجنة فك الحصار» لإطفاء الأنوار في العالم لمدة خمس دقائق للتعبير رمزيا عن التضامن والمطالبة بفك الحصار.
في القدس اعتصم عددٌ من سكّانها وأدّوا الصلوات في باحة كنيسة القيامة، وناشدوا «أصدقاء الفلسطينيين في كلّ مكان للقيام بواجبهم الإنساني تجاه عن مليون ونصف مليون محاصر».
وكالات الأنباء نقلت بعض صور المحلات المغلقة في غزّة، وقد عُلّق عليها لافتات تقول «مغلق بسبب الحصار». هذا الحصار المبرمج أدى إلى قطع إمدادات الوقود، وبالتالي انقطاع التيار الكهربائي وشلل الحياة، بما فيها المراكز الصحية والمستشفيات. وهو ما اعتبرته المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان عقابا جماعيا بحق سكّان القطاع.
في ستراسبورغ، دعا البرلمان الأوروبي «إسرائيل» إلى رفع الحصار ووقف عملياتها العسكرية في غزة، وحذّر من مغبة فرض عقوبات جماعية على السكان، واعتبر محاولة تل أبيب عزل القطاع أخفقت على المستويين السياسي والإنساني، وهو ما رحّبت به حماس.
مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية جون هولمز دعا إلى إعادة فتح المعابر، وأكّد ان إغلاقها في الأشهر الثمانية الماضية «حرم الفلسطينيين من حقوقهم الأساسية والعيش بكرامة، وتسبّب بخلق أوضاع معيشية تعسة».
من الجانب الآخر من الأخبار، كشفت «القدس العربي» عن مصادر إسرائيلية رفيعة المستوى، أن الحكومة المصرية قامت خلال اقتحام الفلسطينيين لمعبر رفح، بإدخال ثلاث كتائب من الجيش لإغلاق المعبر والسيطرة على الوضع، وهو ما اعتبرته مصادر مقربة من ايهود اولمرت، «اختراقا فظا لاتفاقيات كامب ديفيد»، التي تمنع المصريين من إدخال قوات عسكرية إلى شبه جزيرة سيناء.
التلفزيون الإسرائيلي اعتبر «التصرّف المصري» بمثابة نقض للاتفاقيات الموقعة بين البلدين، خصوصا أنّ «إسرائيل» رفضت طلبا مصريا سابقا للسماح لها بإدخال 750 عنصرا من حرس الحدود المصري إلى معبر رفح لمنع تسلل الفلسطينيين، ومن يتجرأ على التسلّل أو انتهاك «السيادة» سوف يتم كسر رجليه، إحياء لسنّة «إسحاق رابين» في تكسير العظام!
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 1998 - الأحد 24 فبراير 2008م الموافق 16 صفر 1429هـ