العدد 1998 - الأحد 24 فبراير 2008م الموافق 16 صفر 1429هـ

ليس تمييزا... وطبارة مثالنا

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

لا يتذكر البحرينيون سعيد طبارة إلا بالحب والعرفان، فهذا اللبناني الأصل البحريني الجنسية قدم إلى البحرين الكثير، وخلاف أن يكون طبارة أحد الذين قاموا بتأسيس التعليم الصناعي في البحرين، فقد كانت له إسهاماته الكبرى في قطاع التعليم ككل وفي شتى المناصب التي تقلدها، ولاتزال ذريته الكريمة في البحرين تبذل عطاءاتها وهي محطّ اعتزاز وتقدير سواء في جامعة البحرين أو خارجها.

كثيرون من أمثال سعيد طبارة كان اندماجهم في المجتمع البحريني سريعا، فطبارة البحريني وآخرون ممن خدموا البحرين في سنوات نشأتها الأولى أصبحوا جزءا من هذه الأرض التي خدموها وبذلوا لأجلها مهجهم وطاقاتهم وسنوات عمرهم، لطبارة وعائلته في البحرين ما لأهلها، وعليهم ما على أهلها.

لم ولن يكون طبارة وآخرون قدموا للبحرين الكثير محطّ تمييز أو ازدراء من إخوانه في هذا الوطن، ومن المؤسف فعلا أن يكون بعض ما تنشره الصحافة المحلية عن ملف التجنيس اليوم مؤذيا لهم، فهؤلاء جميعا هم خارج حدود ما يدور اليوم من هرج ومرج حول التجنيس السياسي، وأبناء البحرين الذين احتضنوا هذه الخبرات وتشرّفوا بها لتشاركهم الوطن لا يريدون أن تصل لهؤلاء رسالة أو حتى إحساس بأنهم المعنيون من كل هذا.

الذي استجد، هو أن الدولة - ولا أحد غير الدولة - عبر الكثير من الممارسات غير المسئولة سمّمت البئر، فأصبحت موضوعة «التجنيس» إحدى الموضوعات التي تمثل قلقا كبيرا بالنسبة إلى البحرينيين، ولطبارة ومن حصلوا على الجنسية البحرينية بمجرى القانون أن يشاركوا أهل البحرين في هذه المخاوف فهم معنيون بذلك مباشرة بهذا الخطر على التركيبة الاجتماعية في البحرين.

الذي أرمي إليه، هو أن المواطنين البحرينيين من جنسيات أو أصول أخرى عربية أو غير عربية ومن مختلف الديانات والطوائف والذين حصلوا على الجنسية البحرينية باقتدار وتحت مظلة القانون على مرأى ومسمع من أبناء الشعب، هم شركاء في الوطن وشركاء في التعبير عن مخاوف الناس من هذا التضخم السكاني ودلالاته ومخاطره، وليسوا البتة الطرف المستهدف مما تحتويه صحافتنا المحلية من مقالات وتحقيقات ضد التجنيس في البحرين.

ومن هنا، إن التضليل الذي مارسته الدولة في عمليات التجنيس خلق مشكلة قد تكون في بعض مظاهرها المبالغ فيها مشكلة تمييزية ضد الأجنبي في البحرين، ولا يجوز لأحد أن يفهم حدود هذا التمييز بصورة عرقية أو دينية أو مذهبية بل هي مشكلة سياسية خلقتها الدولة وهي من تتحمل تبعاتها كاملة.

ليست تأثيرات عمليات التجنيس في البحرين مرتبطة بالتمييز ضد السوري لسوريته أو اليمني ليمنيته أو الهندي لكونه هنديّا أو الأردني لأردنيته أو الباكستاني لباكستانيته أو لأي صيغة مما اتفق المجتمع الدولي على اعتباره تمييزا، الموضوعة هي بالأساس سياسية، ولا يجب فهمها خارج هذا الإطار. وحبّ البحرين وأهلها سعيد طبارة وعائلته مثال.

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1998 - الأحد 24 فبراير 2008م الموافق 16 صفر 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً