العدد 2288 - الأربعاء 10 ديسمبر 2008م الموافق 11 ذي الحجة 1429هـ

الإعلانات المضللة ودعاية غير صادقة

سهيلة آل صفر suhyla.alsafar [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

الإعلانات والفوضى الإعلانية في العالم باتت سمة العصر الاستهلاكي الحديث بجدارة! وهي تحمل الكثير من الكذب والتضليل في طريقها إلى المستهلك الذي بات مستهلكا وأسيرا لكل إعلان وكل مستحدث من البضائع التي تحذف إلينا يوميا كبلد مستهلك مستورد!! وقليل الحماية!!

وأصبح الناس أسرى للصور الملونة الجميلة على البضائع ذات التغليف المغري والتي تغري الإنسان للشراء غصبا عنه حتى عندما لا يكون بحاجة إليها، ومن دون أن يدرك أنه يدفع ثمن تلك الأغطية والصور الملونة إضافة إلى محتواها من دون أن يشعر... بحيث يرتفع سعر البضاعة لأن سعر الإعلان والترويج أصبح يكلف أكثر من سعر البضاعة نفسها؟! في الكثير من الأحيان!!

وأضحت الإعلانات متوجهة إلى الشباب والأطفال في وقت مشاهدتهم الأفلام المفضلة لديهم وكذلك النساء ممن يكوِّنون النسب العالية من الشراء لكثرة تجوالهم في الأسواق وعلى حسب آخر الدراسات!!

وهم الأقل دراية بفاعلية ما يشترونه، وإن الشراء أصبح هواية العديدين... والتغيير لمجرد التغيير لشغل وقت الفراغ والتسلية ما زاد الطين بلة! ومن دون التفكير في الحاجة إلى ما يشترونه!! في تلك المجمعات والسوبر ماركت!!

وأذكر مثالا كوني طبيبة عن معاجين الأسنان وما يكتب على العلبة عن فوائد مضللة للمستهلك!! فقد كتب على إحداها أنه يقوم بعناية الفم والأسنان مع أفضل مزيج من الأعشاب الطبيعية... لأسنان ولثة أكثر صحة... هذا في شطر!!

وفي الجزء الأخر من المعجون كتب: أسنان قوية لثة صحية يحارب التسوس - يساعد على قتل البكتيريا بفاعلية - نَفَس منعش يدوم طويلا... ويحوي على الفلورايد والكالسيوم!!

وتكرر هذه الأشياء في جزء آخر من علبة المعجون بطرق أخرى!!

يعني هو معجون سحري ويحل كل المشكلات!! وماذا بعد!!

إن هذه كلها عديمة الفائدة وغير صحيحة من دون استعمالها مع الفرشاة وتحريكها بالطريقة الصحيحة!! وقد تؤدي بعضا من الفائدة في الإقلال من التسوس وإعطاء الفم رائحة زكية، ولكن إذا لم تكن هنالك أيضا احتياطات أخرى مثل الإقلال من السكريات والنشويات مع الاهتمام بالتنظيف بعد أكل أي شيء وإزالة بقايا الغذاء مع الكشف الدوري على الأسنان عند الأطباء!!... الخ فالمعجون لا قيمة له... إطلاقا!! إذن؛ لِمَ يكتب على المعجون ذلك!! وأن نوع الفرشاة طبعا هو الأهم...؟!

وقد لوحظ أنه إذا استعملت الفرشاة لوحدها ومن دون المعجون بالطريقة الصحيحة فالنتيجة رائعة... يعني تتلاشى فائدته إذا لم نهتم بالأشياء الأساسية من إزالة بقايا الطعام، وإن نقطة واحدة من المعجون صغيرة جدّا كافية لعمل الرغوة في عملية التنظيف... وليس كميته أو نوعه!! وإن الفرشاة هي الملكة التي تتحكم في كل تلك العملية التنظيفية!!

وينطبق ذلك على الكثير من المواد الاستهلاكية في أيامنا والكماليات والأجهزة، وأنه سئل أحد التجار الناجحين: ما هو سر نجاحك؟ فقال إنني أصرف 99 في المئة من المال على الإعلان و 1 في المئة على المنتج نفسه. تصوروا!!

وبذلك نجحوا في غزونا لتبديل سلوكنا وعاداتنا في زيادة الاستهلاك والتغيير من الأرخص المفيد إلى المغري الجميل!! والقليل الفائدة!

إذن تجب زيادة البحث والتقصي قبل الشراء والفحص بدقة لما يكتب على العلبة والرجوع إلى ذوي الاختصاص للمزيد من المعرفة فإن الاستهلاك غير الصحيح يؤدي إلى الفقر وصرف المدخرات!

كما علينا التأكد من صحة المحتوى لكل ما نشتريه وقد يكون سبب الرخص هو احتواء المنتج على أشياء سيئة ومضللة عن حقيقة تكوين الغذاء.

فالاعتدال في البحث والشراء أصبح من الضروريات في عصر استهلاكي مضلل!!

فهو نقمة هذا العصر والغول المسيطر على الجميع!! فالتوعية والوعي هما الخلاص لاستهلاك أفضل!

إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"

العدد 2288 - الأربعاء 10 ديسمبر 2008م الموافق 11 ذي الحجة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً