هاهي ذكرى جديدة تمر علينا والكويت تسير بخطى النهضة والرقي والتطور بفضل ربان سفينتها وقائد نهضتها سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الذي ظل وسيظل يقودها إلى بر الأمان والخير، ففي الخامس والعشرين والسادس والعشرين من شهر فبراير/ شباط من كل عام يحتفي شعب الكويت بذكرى مناسبتين غاليتين على قلوبنا وقلوبهم، وهما ذكرى العيد الوطني وذكرى عيد التحرير اللتين ستظلان عالقتين في أذهان شعبنا.
كويت النهضة... كويت العطاء... كويت التقدم... كويت الحضارة... كويت المستقبل، كلمات كثيرة لو جمعناها وعددناها لعجزت عن وصف كويتنا الحبيبة وقيادتها التي حملت على عاتقها على مر السنين نقل الكويت إلى المقام الأعلى من السمو والرفعة.
إن القائد الفذ ذو خبرة واسعة في إدارة الأمور سمو الشيخ صباح هو فعلا نعم القائد الذي يحمل راية هذا البلد فهو يلعب دورا كبيرا في رقي وتطور الكويت محليا ودوليا، وساهمت حكمته ورؤيته الثاقبة في تطوير مسيرة البناء الكويتي بجدارة كونه وضع مصلحة الكويت نصب عينيه ما أكسبه حب شعبه، الأمر الذي منح الكويت مكانة راقية بين الأمم.
إن ذكرى احتفالاتنا تعد بمثابة وقفة تاريخية لتأمل معالم التطور والإنجازات الشامخة التي تحققت في شتى المجالات وأبرزها بناء الإنسان الكويتي القادر على تحمل مسئولياته الوطنية والسير على نهج الرعيل الأول من القادة الأوفياء لمواصلة المسيرة الخيرة في البناء والتقدم والتطور، إذ جعل سمو الأمير بناء شخصية المواطن الكويتي وتوثيق عرى هويته الوطنية وتوجيه قدراته بالعلم والمهارات التقنية نصب عينيه الأمر الذي جعل الكويت تتبوأ المراتب المتقدمة في جميع المجالات.
إننا في هذه الذكرى ونحن نحتفل مع شعبنا لن ننسى شهداءنا الأبرار الذين قدموا أرواحهم فداء لوطننا الغالي دفاعا عن كرامته وعزته وحريته وترابه، فالفرحة بالعيد الوطني وذكرى التحرير لن تكون مكتملة ما لم نتذكر الدور التاريخي لشهداء الكويت جميعا.
إن فرحتنا بهذه الأعياد فرصة سانحة لتجديد وتعزيز المواطنة في مجتمعنا والذي يحرص عليه سمو الأمير من خلال توجيهاته السديدة والتي تتطلب منا أن نترجمها إلى الواقع وأن نبتعد عن الجدل ونسهم في العمل الوطني التنموي.
ولعل ترسيخ وتعميق المواطنة كفيل بتمكيننا من مواجهة التحديات، وكويتنا الغالية بحاجة إلى وحدة صف أبنائها ولعل دورنا الأساسي الآن يجب أن يتمركز في تعزيز دور المواطنة ليست كمفهوم وإنما كواقع وحقيقة على الأرض ما يسهم في دفع عملية التنمية.
كما أن الكويتيين لن ينسوا أيضا نداء الواجب الذي لبته القوات البحرينية من اخوانهم في القوات الكويتية الباسلة والذي لم يكن مستغربا من اخواننا أهل الكرم والشجاعة، فالعلاقات البحرينية المبنية على المحبة والتعاون وروابط الإخوة ستظل عميقة وراسخة من جذورها الممتدة منذ سنوات بعيدة، خصوصا في ظل توافق رؤى ومواقف القيادة السياسية في البلدين تجاه القضايا الإقليمية والدولية وتطابق الرؤى في الكثير من القضايا التي تهم منطقة الخليج والأمتين العربية والإسلامية اعتمادا على منهج العقلانية والحكمة والتمسك بمبدأ الحوار والرغبة الصادقة في تفعيل التعاون الثنائي بما يعود بالنفع على الشعبين الشقيقين.
القائدان سمو الأمير وأخوه صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حريصان على تنمية العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون بين بلديهما لما فيه خير شعبيهما الشقيقين في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والسياسية والثقافية والتعليمية، معتزين أيضا بمسيرة التعاون المشترك لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي يحرصان على دعمها وتعزيزها لما فيه مصلحة شعوب المنطقة كافة والحفاظ على أمنها واستقرارها.
إن قوة العلاقات التاريخية التي تربط البحرين بالكويت وصلت إلى مرحلة أضحت كل المفردات السياسية عاجزة عن وصفها، وما الزيارات المتبادلة من القادة وكبار المسئولين في البلدين إلا مؤشرات قوية على حرص البلدين على الانطلاق بالعلاقات البحرينية الكويتية نحو مجالات أرحب بما يعود بالخير والنفع على شعبي البلدين وبما يتواكب مع التوجه الذي يتبناه القائدان صباح وحمد في توسيع مجالات التعاون بين المملكة ومختلف الدول الشقيقة والصديقة.
وفي الختام يشرفني أن أتقدم إلى صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله أمير دولة الكويت وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر محمد الأحمد الصباح وإلى شعبنا الغالي بأسمى آيات التهاني والتبريكات داعيا المولى العلي القدير أن يديم نعمة الصحة والعافية على سموه وأن يمن على دولتنا الحبيبة وشعبها الأبي بنعمة الأمن والاستقرار والرخاء، وأن يبعد أي مكروه عنها.
إقرأ أيضا لـ "الشيخ عزام مبارك الصباح"العدد 1997 - السبت 23 فبراير 2008م الموافق 15 صفر 1429هـ