الدعوة التي أطلقتها وزارة الصناعة والتجارة أمس بشأن سن قوانين تحظر استخدام الأكياس والعبوات البلاستيكية ذات التأثير السلبي على الصحة والأغذية إضافة إلى منع الأفران الشعبية «الخباز» من استخدام الأكياس البلاستيكية عند بيع الخبز و «النخي» و «الباجلة»، هي خطوة إيجابية لولا أنها جاءت متأخرة وخصوصا لأثرها الخطير على بيئتنا التي تكتظ بأكياس من شتى الأحجام والأنواع.
ولعل العواصف الرملية التي هبت علينا منذ أيام, جعلتنا نلاحظ تطاير وتراقص كميات ليست بقليلة من هذه الأكياس في الهواء تجرفها إلى أماكن مختلفة من مناطق البلاد، الأمر الذي حولها أحد العوامل الرئيسية المفسدة لبيئتنا بل ومنافسا آخر لـ «أزمة النظافة» التي تعيشها البحرين.
أيضا موافقة الوزارة ذاتها على إجراء المزيد من الاختبارات الكيماوية على الأكياس والعبوات المستوردة لمعرفة تركيبها وخواصها وتحديد النسب الآمنة لمكوناتها هو جانب يجب أن ينفذ بأسرع وقت ممكن إذ إن موضوع الأكياس البلاستيكية مثلا لا يختلف عن موضوع أكياس النايلون الذي هو ليس بموضوع جديد لكنه يجب أن يؤخذ على محمل الجد للحد من استخدامها وهو الذي كنت قد أشرت إليه في مقال سابق.
وقد تكون البداية بتفعيلها بصورة جادة بين الدولة والمجتمع من خلال سن قوانين بيئية صارمة.
فجانب من تدهور البيئة في البحرين هو أكياس النايلون، فعندما نتبضع تستخدم بصورة كريمة للغاية في محلات السوبرماركت والبرادات، ما جعل المستهلك يعتاد على هذه العادة الخاطئة منذ زمن.
وفي تجربة شخصية عندما كنت طالبة في بريطانيا أعد دراسة الماجستير قبل عشر سنوات, مكثت من أجل البحث والتدريب في العاصمة النمساوية (فينا) عن فترة لا تقل عن ثلاثة أشهر, وأثناء ذلك لاحظت أنه في كل مرة أذهب لشراء احتياجاتي من الطعام عليّ أن أحمل سلة تقليدية أو كيسا كبيرا مصنعا إما من القماش أو من الورق الذي يكون على شكل شنطة لكنها مخصصة لحمل الأغذية.
وعندما سألت عن سبب ذلك قيل لي إنه من أجل حماية البيئة وأيضا أن يعتاد المرء على شراء ما يحتاج إليه من دون أن يشتري أكثر من حاجته الخاصة.
أعجبتني هذه الفكرة التي لم أجدها مطبقة حتى في بريطانيا آنذاك على رغم الدعوات التي تجرى حاليا في بلدية كل منطقة بتبني فكرة النمساويين نفسها وهي تلقى رواجا بصورة تدريجية كالذي حدث مع بلدية برايتون.
كثيرة هي البدائل والطرق التي بدأت معظم دول الغرب في تفعيلها على شعوبها من أجل حماية البيئة من خلال تبني العادات الصحيحة كان آخرها منع تداول أكياس النايلون وآخر منع التدخين في الأماكن العامة من دون استثناءات تقول هذا مكان مخصص للمدخنين وآخر لا... لأن ذلك لا جدوى منه لا علميا ولا بيئيا... فمتى يأتي اليوم الذي يتعاون فيه الجميع من أجل بيئة نظيفة!
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 1997 - السبت 23 فبراير 2008م الموافق 15 صفر 1429هـ