قرى المحافظة الشمالية والوسطى والجنوبية وحتى العاصمة تعيش وسط أكوام من النفايات في مشهد مقزز لم نشهد له مثيلا من قبل... و»مسمار جحا» شركة النظافة... وانتظار توقيع العقد الجديد لم يأت بجديد، والمتضرر الأكبر ذلك المواطن الذي مل من إخراج أكياس الفضلات إلى الطريق لأنه يعلم أنها لن تذهب إلى أي مكان!
ربما تكون «السنانير» المستفيد الأكبر من الأزمة برمتها، فلم تعد الحاويات تشكل عائقا لها في الحصول على وجبات سريعة من بقايا السمك واللحم و «العيش»، وإن كنت أشك في أن العوائل البحرينية ترمي فضلات من بقايا فيها بعض اللحم مع ارتفاع الأسعار الجنوني، وإن كنت سأتحدث عن نفسي فإني لن أرمي السمكة إلا بعظامها فقط - لو أمكن أكلها لما تركتها - فقيمتها تستحق ذلك، بل أن البحريني تصيبه «الحرَّة» حين يأكل طعامه البسيط بأسعار فنادق خمس نجوم!
لنرجع إلى قضية النظافة التي أخذت تدخل منحيات خطيرة فعلا، حتى أن بعض الأهالي يأسوا من الحل واتجهوا إلى إحراق النفايات في الحاويات، ولا أدري لو كانت هذه الحاويات التي تفوح منها روائح لا تتحملها حتى الفئران موجودة أمام منزل وزير أو مسئول كبير ما الذي سيحدث؟!
غريب أمر النظافة، وغريب ذلك الصمت المطبق الذي تنتهجه الجهات ذات العلاقة تاركة المجالس البلدية تلهث وراء أي حلول ممكنة، ولن أبالغ حين أقول إن مشكلة النظافة في بعض المناطق باتت الهم الأول لأعضاء المجالس وتجاوزت أهميتها هذه الأيام مشروع البيوت الآيلة إلى السقوط والاستعدادات لسقوط الأمطار المحتملة في الفترة المقبلة...
والأغرب من كل ذلك أن مشاهد النفايات و «الخمايم» منتشرة بشكل فاضح في كثير من المناطق وأمام مرأى الجميع، فمدينة حمد غرقت في أكوام النفايات، وكذلك حال الدراز والديه وأبوقوة وغيرها وغيرها، والسؤال الذي يطرح نفسه وسط هذه الفوضى: متى سيرى الحل النور؟ أم أن أزمة النظافة لا حل لها وكأنها قضية تتعلق بالمفاعلات النووية؟!
وبحسب المؤشرات الحالية، فإن حل الأزمة لن يكون قريبا، لأن المجالس تعمل بمفردها فيما تتفرج بقية الجهات، ومع ذلك نتمنى أن نستيقظ غدا ولا نجد أكوام النفايات على بوابة المنازل حتى لو كان ذلك على حساب رفات «سنانير الفريق»!
إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"العدد 1996 - الجمعة 22 فبراير 2008م الموافق 14 صفر 1429هـ