بحسب تقرير التنمية البشري للعام 2007-2008 تم تقسيم مصادر انبعاث غازات الدفيئة الى الغلاف الجوي إلى 5 أقسام رئيسية: الطاقة، العمليات الصناعية، الزراعة، الحراجة، والمخلفات.
قطاع الطاقة تم تفصيله في التقريرالى عدة أجزاء: توليد الكهرباء والحرارة، قطاع التصنيع والبناء، المواصلات، وبعض عمليات الاحتراق الأخرى.
هذا المقال يركز على جزء من قطاع المواصلات وخصوصا تأثير السيارات على ظاهرة الاحتباس الحراري.
في مطلع هذا العام اتجهت الأنظار إلى شبه القارة الهندية حيث كشفت شركة تاتا الهندية النقاب عن نموذج سيارة جديدة تدعى “Nano”.
أهمية الحدث تنبع من سعر السيارة التي تقدر بنحو 940 دينارا بحرينيا فقط (2500 دولار أميركي). بسبب انخفاض القيمة المادية لهذه السيارة ذات المقاعد الأربعة من المتوقع الانتشار المكثف لهذه السيارة بين الطبقة الوسطى الصاعدة في الهند خلال السنوات المقبلة وتفضيلها على وسيلة النقل المنتشرة حاليا ألا وهي الدراجات النارية.
البيئيون المحليون في العالم هاجموا “تاتا” وتوقعوا حدوث “مأساة للبيئة” بسبب إفلات غاز ثاني اكسيد الكربون من المحول الحفاز للسيارة وبالتالي تدهور جودة الهواء الجوي والتسبب بزيادة مسببات ظاهرة الاحتباس الحراري.
السبب الآخر المقلق هو الزيادة الضخمة في استهلاك البنزين من قبل الدول ذات الكثافة السكانية الكبيرة كالهند والصين وبالتالي توقع زيادة الطلب العالمي في المستقبل من قبل هذه الدول على المنتجات النفطية المكررة وتهديد حصة الدول الغربية من طاقة غير متجددة.
عموما، لقطاع المواصلات أثر كبير على ظاهرة الاحتباس الحراري، إذ تساهم في انبعاث نحو من 25 إلى 30 في المئة من الغازات الدفيئة بحسب البيانات من قوائم الجرد في الدول الصناعية ومن المتوقع زيادة تلك النسبة في المستقبل.
لمواجهة التزاماتها الدولية الموثقة في معاهدة كيوتو، اتخذت حكومات الدول الصناعية خطوات محفزة لتشجيع شركات السيارات العالمية على صناعة السيارات الحديثة ذات الانبعاثات الأقل ضد البيئة وذات الكفاءة الأكبر لاستهلاك الوقود. وفي خطوات متوازية، تشجع هذه الدول الأفراد على شراء السيارات الجديدة والتخلص من النماذج القديمة.
تقريبا يبلغ متوسط كمية ثاني اكسيد الكربون الناتج من احتراق لتر من البنزين نحو 2.5 كيلوغرام تمثل مساهمة كل سائق سيارة في تلوث الهواء الجوي، أي أن كل دينار بحريني من البنزين الممتاز (10 لتر) يؤدي الى انبعاث 25 كيلوغراما من الغاز المسبب لظاهرة الاحتباس الحراري.
بحسب إحصاءات الهيئة الوطنية للنفط والغاز”، إن كمية المنتجات النفطية المكررة المباعة محليا للعام 2004 كانت 6.5 ملايين برميل. وبالتالي إذا فرضنا أن معظم تلك الكمية من المحروقات هي البنزين والديزل فإن كمية ثاني اكسيد الكربون المنبعث من عوادم السيارات يبلغ نحو 2.6 مليون طن.
إذا عرفنا أن مجموع كمية الانبعاثات لغازات الكربون من البحرين يبلغ 16.9 مليون طن في العام 2004 فإن نسبة انبعاث الغازات من قطاع السيارات تبلغ نحو 15.4 في المئة.
وفي الختام، أتمنى أن تساعد هذه الأرقام على توعية المواطن لأهمية عدم استخدام السيارة في المشاوير غير الضرورية فالمسألة ليست مادية بل المحافظة على بيئة صحية لكل فرد.
إقرأ أيضا لـ "مجيد جاسم"العدد 1996 - الجمعة 22 فبراير 2008م الموافق 14 صفر 1429هـ
يسلموووووووووووووووووووووووو
يسلمووو ع الموضوع الحلو
الله يعطيك العافية