لم يكن الوفد الإعلامي المرافق لمنتخبنا الوطني لكرة اليد المشارك في البطولة الآسيوية الثالثة عشرة المقامة حاليا في أصفهان يتوقع أن يعيش كل هذه الغرائب المتناقضة في حد ذاتها، وهو قادم من البحرين لهدف واحد فقط هو تغطية حوادث البطولة، بل ونقل صورة مشرفة عن البلد المنظم واتحاده، والأكثر من ذلك نقل الصورة الجديدة عن الاتحاد الآسيوي، وليس كما يتوقعه الأخير من أن البحرين أرسلت جواسيسها الصحافيين لتعرف أسرارها.
ووسط هذه المتناقضات يعيش الوفد في أزمة حقيقية لا يعرف مداها ووقت انتهائها، إذا ما عرفنا أن القضية وصلت إلى مراكز الشرطة وسحب لكاميرات بعض الصحافيين وبطاقات الهوية، على رغم التحركات التي يقوم بها رئيس الاتحاد البحريني لكرة اليد عبدالرحمن بوعلي من البحرين وغيره من الشخصيات القادرة على التوصل إلى حل لهذه المشكلة، التي وعلى ما يبدو إنها عصية على دولة مثل البحرين.
إن موضوع الإهانة التي يتلقاه الوفد الإعلامي يوما بعد يوم، وسلبه لأبسط حقوقه في تغطية البطولة بالشكل البسيط والمريح، أصبحت لا تطاق على رغم أن الوفد الإعلامي يقوم بمهماته على أكمل وجه وهو قادر على تكملة البطولة بكل ما أوتي من قوة، إلا أن الوفد الإعلامي لن يكون قادرا على تحمل هذه المشكلة أخذا بما يقال في المثل الشعبي «كل شيء يزيد عن حده ينقلب ضده»، ذلك أن الوضع الذي يعيشه الوفد يعد وضعا مأسويا بالمقارنة مع الوضع الذي يعيشه جميع الصحافيين ووسائل الإعلام التي جاءت إلى إيران لتغطية الحدث الآسيوي.
وعلى ما يبدو مع تسلسل الحوادث ان قوة الاتحاد الآسيوي مازالت قوية على رغم ما قيل إن الآسيوي رضخ للاتحاد الدولي، فذلك الكويتي نهار العصفور أمسى يشكل دولة في دولة، وأمسى يتحكم في كل القرارات الداخلة والخارجة في البطولة، والأدهى من ذلك أصبحت إيران وعبر اتحادها غير قادر على عصيان القرارات التي يريدها هذا الشخص، وربما يعود ذلك لاتفاق مسبق بين الاثنين من أجل أن يتيح الاتحاد الآسيوي لإيران التأهل للدور نصف النهائي على حساب منتخبنا، في المقابل أن يطبق الاتحاد الإيراني جميع القرارات التي يريدها العصفور.
منذ يومين فقط كان نائب سفير البحرين في الجمهورية الإيرانية يؤكد لنا أن المشكلة قد حلت وهو كلام عبدالرحمن بوعلي، وأن الحل سيكون فقط في كتابة رسالة توضيحية سينتهي من خلالها الأمر، لكن شيئا من ذلك لم يكن، فها هو الوفد الإعلامي لا يزال يصارع القرارات الآسيوية من دون أن يحصل على حقه في توفير كل مستلزمات الراحة والتغطية الشاملة.
إذا ما جئنا لتحليل المشكلة من أولها فإننا قد نرى أن اتحادنا المحلي قد يكون هو المخطئ الأولى فيها، إذا ما عرفنا بأن الوفد الإعلامي جاء إلى إيران بتأشيرة سائح وليس بتأشيرة صحافي يحمل جميع أدواته الصحافية من كاميرا وجهاز حاسوب وأوراق وغيرها، وبالتالي فإن إيران أخذت هذه التأشيرة الذريعة الأولى والأكبر لعدم قدرتها على إعطاء الوفد الإعلامي حريته مع الشكل الذي أوجده العصفور للوفد بأن هؤلاء جواسيس وأن هذا الوفد وهؤلاء المصورين قد يضروا أمنها.
لكن في الطرف الآخر نجد أن الإخوة الإيرانيين زادوا في تعنتهم كثيرا بالنسبة الى تعاملهم مع الوفد الإعلامي الذي أمسى يكتب أخباره من على مدرجات غير مريحة ووسخة، وإلى جانب الكثير من الصغار الإيرانيين الطيبين ومن دون وسائل اتصال، ويكون دخلوه إلى هذه المدرجات بالتفتيش اليومي، إضافة إلى منعه من دخول فندق الوفود للقيام بمهماته، وغيرها من المضايقات التي يتعرض لها من يقوم بالتصوير من على المدرجات، وكأن الاتحاد الآسيوي وبإشراف الاتحاد الإيراني يعمل على قتل الهمة التي يحملها الإعلاميون، حتى أن أحد الصحافيين كان يقول للبقية عندما قامت إدارة الصالة بإغلاق جهاز الانترنت اللاسلكي «على ما يبدو بأن الاتحاد الآسيوي أمر بإغلاق الانترنت لمنع الصحافيين البحرينيين من إرسال رسالتها»، لهذه الدرجة يعيش الوفد الإعلامي في مسابقة قارية يعيث فيها الفساد الآسيوي من قبل أشخاص معينين ليس لديهم الشيمة والكرامة العربية.
نتمنى ألا تطول المدة التي يعيش فيها الوفد الإعلامي الرعب والقلق والتوتر والمضايقات (المتعمدة) والمتكررة وهو الذي أمسى واقعا بين مشكلة يحاول فيها الاتحاد الآسيوي معاقبة البحرين عبر الوفد الإعلامي بعد تصريحات رئيس المؤسسة العامة الشيخ فواز بن محمد ورئيس الاتحاد عبدالرحمن بوعلي والتي يعتقد فيها الآسيوي أنها داعمة للاتحاد الدولي.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 1993 - الثلثاء 19 فبراير 2008م الموافق 11 صفر 1429هـ