العدد 1993 - الثلثاء 19 فبراير 2008م الموافق 11 صفر 1429هـ

ستأتي تفاصيل المحنة... شيعة وسنة

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

يقول الزميل محمد فاضل إن العام 2011 سيكون بداية تصحيح مسارات الصحافة البحرينية من أمراض السطحية والشتيمة وقلة الأدب، إذ يصنف ما نحن عليه اليوم بـ «المرحلة الانتقالية» التي لابد من أن نمر عليها جراء دخول الكثير من الصحافيين الذين لا يستطيعون حتى فهم ما تعنيه المعارضة حين تتبنى مقولة «التداول السلمي للسلطة». يقول أيضا، بما أن رؤوس طرفي الصراع (السلطة والمعارضة) هي رؤوس دينية فإن أحدا من السنة لا يستطيع أن يفهم كلمات عاشوراء التقليدية لدى الشيعة إلا بوصفها دعوة للقصاص منهم، وإن أحدا من الشيعة لن يصدق أن بيوتا آيلة للسقوط في الرفاع والبديع والمحرق هي بيوتات سنية!

وخلاف أن تكون فرص الوصول للعام 2011 ممكنة من دون الولوج في حرب طائفية أهلية، فإن امتدادات هذه الحال - الميئوس منها - في المجلس النيابي وأجهزة الدولة والشوارع والمآتم والمساجد والدواوين والجمعيات السياسية وصولا لبعض الأعمدة الصحافية الفارغة لا تبشر إلا بالوصول لمأزق كبير لجميع أبناء هذا البلد، هذا المأزق لن تكون له خطوط عودة ممكنة أو مقبولة. والأدهى من ذلك، أن الدولة التي تشرف على هذا المسرح الكبير من اليأس لا تبدو مكترثة وكأنها ليست المعنية بضمان السلم الأهلي من جهة، والعمل على تهيئة المجتمع لممارسة ديمقراطيته من دون الانزلاق للهاوية من جهة أخرى.

لا أحد اليوم في العام 2008 يبدو مقتنعا بما آلت إليه العملية السياسية في البحرين، وفيما ازدادت مداخيل الدولة ورؤوس أموالها تبدو بعض عناصر التأزيم في الطائفة الشيعية مصرين على إعادة ذاكرة جميع أفراد الطائفة ليوم العاشر من المحرم على اعتبار أن سنة البحرين تحديدا، هم من كانوا يديرون الطرف الثاني من معركة كربلاء. وقبالة ذلك، يبدو سنة البحرين مستعدين أيضا، لصناعة صدام حسين حسينا سنيا جديدا، وعلى شيعة البحرين أن يدفعوا ثمن مشنقته التي دقت عنقه وسط تهليلات مقتدى الصدر. اليوم فقط، أصبح أذان الشيعة مؤذيا لأهالي مدينة حمد من الطائفة السنية، واليوم فقط، أصبح عدد مساجد السنة في المدينة ذاتها أكثر من مساجد الشيعة، وعلى الأخيرة أن تجعل جميع بيوتاتها مساجد حتى تعتدل الكفة.

أما الذي يؤثث هذا الصراع ويعطيه وقوده الذي ينتظره، فهي الصحافة التي أصبحت أداة تدمير لمستقبل البحرين لا أداة بنائها، أداة توريط أبنائها لا أداة ممارستهم لحرياتهم. هنا، قد يكون العام 2011 عام النهاية لا عام البداية، عام انكسار شوكة الطائفتين لا وقوفها، عام الفتنة الكبرى لا وأدها، عام تسارع الشيعي والسني لقتل آخيه لا عاما من أعوام المحبة والتآلف التي نساها البحرينيون أو يكادوا، فقط، انتظر يا صديقي محمد فاضل، تفاصيل المحنة.

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1993 - الثلثاء 19 فبراير 2008م الموافق 11 صفر 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً