العدد 1992 - الإثنين 18 فبراير 2008م الموافق 10 صفر 1429هـ

الانتخابات الأميركية في نظر العرب الأميركيين

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

هناك نحو 3،5 ملايين عربي أميركي بحسب استطلاع قامت به مؤسسة زغبي العام 2007. يذكر 61 في المئة من الناخبين العرب الأميركيين يعتبر العراق القضية الرئيسية في الانتخابات، بينما يصنف 66 في المئة منهم «فلسطين» على أنها مرتفعة جدا على قائمة اهتماماتهم.

في الماضي صوَّت العرب الأميركيون، وخصوصا الموسرين منهم، لصالح الحزب الجمهوري، إلا أنه حاليا، يجد الاستطلاع نفسه أن 62 في المئة من العرب الأميركيين يصوّتون لصالح الحزب الديمقراطي، بينما يصوت 25 في المئة منهم للجمهوريين.

في انتخابات الخامس من فبراير/ شباط الماضي والتي عُرِفت بالثلثاء الكبير، أكّد الديمقراطيون على ترشيح مترشحين اثنين هما هيلاري كلينتون، وقد حصلت على 1045 ممثلا (من الـ 2025 الضرورية للحصول على الترشيح)، وباراك أوباما الحاصل على 960 ممثلا. أما المترشح الجمهوري «الحمائمي» رون بول الوحيد الذي ينوي العرب مساندته فسيختفي من السباق على الأرجح.

قبل أيام قليلة من الثلثاء الكبير، قام العرب بإجراء استطلاع إلكتروني رعته قناة الجزيرة، طلب من مشاهدي الجزيرة، ومعظمهم من العرب أو المهتمين بالشئون العربية، التصويت إلكترونيا للرئيس الأميركي الذي يختارونه. صوتت غالبية من العرب بلغت 61 في المئة لصالح أوباما، يتبعه رون بول عن بعد، إذ حصل على 10 في المئة من الأصوات.

«يجب على العرب الأميركيين أن يتشجعوا إلى درجة كبيرة نتيجة لنتائج يوم الثلثاء للانتخابات الديمقراطية الأولية» كما يقول عابدين جبارة، وهو محامٍ في مجال الحقوق المدنية والرئيس السابق للجنة العربية الأميركية لمكافحة التمييز.

يقول جبارة: «رسالة السناتور أوباما في التغيير ينعكس صداها لدى قطاعات واسعة لجمهور أميركي، يشكل العرب الأميركيون جزءا منه، وهم غير راضين إلى درجة بعيدة عن الوضع الراهن ووصفات «العمل كالمعتاد» لأمراض السياسة الأميركية الخارجية والداخلية. كان ذلك بحق يوما تاريخيا، ويستطيع العرب الأميركيون أن يفخروا بالدور الذي لعبوه فيه».

أما ميسون حداد، العراقية الأميركية، فقد سُحِرت بالثلثاء الكبير.

تمثل ميسون الكثير من العرب الأميركيين وأناسا كثيرين يعيشون في الخارج متأثرين باحترام أميركا لحكم القانون في سياسة الانتخابات: «كأميركية من العراق أصلا، راقبت الثلثاء الكبير، وأعجبت بالنظام وأقدر الديمقراطية الحقيقية وآمل أن أرى الشيء نفسه يحصل في العراق».

تتبنى ميسون حداد وجهة النظر الجمهورية فيما يتعلق بالوجود العسكري الأميركي المستمر في وطنها الأم العراق: «أبحث عن رئيس يساند الحرب بكامل قلبه، رئيس لا يريد الحد من وجود الولايات المتحدة بسرعة في العراق. انسحاب سريع من العراق هو بمثابة مضي وراء المشكلات».

يبلغ عدد سكان الجالية العربية الأميركية في ديربورن بولاية ميشغان 300،000 شخص، وهي جالية متنوعة في خلفياتها العرقية ونظرتها إلى السياسة.

يساند المدير التنفيذي لمجلة «ديربورن» الأسبوعية م. ك. سبلاني: «ذي أراب أميركان نيوز»، أوباما كمترشح سيغير السياسة الأميركية بشكل جذري. يقول سبلاني: «لقد أثبت الثلثاء الكبير أنه يتوجب على العرب الأميركيين والمسلمين الأميركيين صوغ روابط مع الناخبين الأميركيين من أصل إفريقي. عليهم جميعا أن يعملوا معا بجدية من أجل انتخاب أوباما».

في واشنطن، يدير صبحي غندور مركز الحوار السياسي الثقافي. وتتمتع نشرته الإلكترونية «الحوار» باحترام وتوزيع واسع في أوساط المفكرين العرب. في حوار أجراه عن الانتخابات الأميركية، شرح غندور أن العرب لا يملكون بديلا أفضل من أوباما «في التعامل مع عملية السلام العربية الإسرائيلية وإنهاء احتلال العراق من خلال الدبلوماسية وفتح قنوات الحوار مع إيران وسورية».

ويقول غندور إن أوباما كمنظم مجتمعي، يقدّر سلطة الاستماع للخصم واحترامه. وهو يدرك أن النظامين الإيراني والسوري نظامان متحدّيان، ولكنه يعلم أن لديهما قضايا حقيقية تستحق التفاوض عليها. ويضيف غندور أنه لا يتوقع من أوباما أن يرى العالم كله من خلال عدسة فلسطين، وأنه يتوجب على العرب الأميركيين «أن يختاروا بين المترشحين الحاليين، حتى ولو لم يكن هناك مرشح مصمَّم خصيصا ليناسب المتطلبات العربية».

ويضيف غندور أن أوباما مُدافع يُعتَمد عليه عن «إسرائيل»، ولكنه يؤمن بأنه كلما أخرت «إسرائيل» الحل النهائي للأزمة كلما كانت أقل أمنا. وهو يعلم بالمثل أنه لا يمكن للفلسطينيين أن يربحوا في نضالهم إلا من خلال التركيز على استراتيجية اللا عنف والتمكين المدني.

ليست المشاعر العربية تجاه أوباما متناسقة جميعها، خصوصا بين الفلسطينيين. وقد انتقدت «الانتفاضة الإلكترونية»، وهي موقع فلسطيني ناشط على الإنترنت، بغضب السناتور من ولاية إيلينوي، الذي «لم يقدم كلمة انتقاد واحدة لـ «إسرائيل»، وبرنامجها الاستيطاني الذي لا يلين وبناء جدار الفصل والإغلاقات التي تجعل الحياة مستحيلة لملايين الفلسطينيين».

اقترب أوباما في يوم الثلثاء الكبير، وهو منتصف الطريق في السباق الرئاسي، من مماثلة شعبية كلينتون، وأصبح منذ ذلك اليوم أول المتنافسين بعد المجموعة التالية من الانتخابات الأولية. ويعتقد الكثيرون من أنصاره بأنه سيستمر في تحقيق قوة الاندفاع عبر الشهور القليلة المقبلة وبأنه سيتم اختياره المترشح الديمقراطي لمواجهة ماكين، المترشح الجمهوري المحتمل.

ويرى أنصار أوباما من العرب الأميركيين أن رجلا له خلفية متنوعة عالمية وعبر الديانات والأعراق مثل أوباما يستطيع دونما شك أن يجعل أميركا أكثر شمولية، محليا وعالميا. فهو مسيحي أميركي يملك موهبة احترام الإسلام وتقديره. وهو قائد أميركي ومواطن في القرية العالمية.

توفر الانتخابات الأميركية العام 2008 بالنسبة إلى العرب الأميركيين فرصة استراتيجية لربط أميركا مع العالم العربي، ليس من خلال الحرب والخوف من الإرهاب وإنما من خلال الأفكار والتطلعات.

*محلل لبناني أميركي للشرق الأوسط، وقد كان في السابق السكرتير العام لمجلس الكنائس العالمي للشرق الأوسط ومركزه جنيف، والمقال ينشر بالتعاون مع «كومن غراوند»

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 1992 - الإثنين 18 فبراير 2008م الموافق 10 صفر 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً