تظل صالونات التجميل النسائية الفارهة في ديكوراتها والمتواضعة منها في إمكاناتها.. عالم الأنثى الخاص الذي يضفي على مظهرها بعض الرتوش الجميلة التي تبحث عن الجديد فيها من خلال مجلات الموضة ومتابعة أخبار الفنانات أحيانا. ويمثل الاهتمام بالشعر النصيب الأكبر عند حواء؛ لتتحول بعض الرؤوس إلى أسلاك شائكة تخشى الاقتراب منها.. من شدة جفاف الشعر الذي غرق في أمطار مثبتات الشعر. منذ أيام قليلة مضت زرت وصديقة لي أحد تلك الصالونات، وبينما نحن بانتظار دورينا إذ بشابتين خليجيتين تدخلان هذا الصالون... كان المحل هادئا لم تكن تسمع فيه غير أصوات «السيشوار»، إلا أنّ هذا الهدوء سرعان ما تبدد وتحوّل إلى دوي نحل (طبعا تعرفون النسوان إذا عقروا).
كنت وصديقتي نقرأ ونناقش بعض ما جاء في المجلات من الأخبار الفنية، إلاّ أنّ ازدياد «ذبدبات النحل» أشعرنا بالفضول فما كان منّا إلاّ أن توجهنا بسؤال لإحدى الزبونات فأجابت بأنّ الفتاتين الخليجيتين اللتين دخلتا الصالون منذ قليل ما هما إلا فنانتان معروفتان. ليس غريبا أن تصادف فنانة أو فنانا في صالون أو أيّ مكان عام، لكن الغريب أن ذلك المكان (الصالون) يكشف لك أسرار «أولئك القوم»... فإحداهما ظهرت كما نراها دائما في مسلسلاتها بوجهها البريء بطيبة قلبها وخفة دمها (كانت طبيعية تماما). أمّا الأخرى فكانت (مصدقة نفسها واجد)، خصوصا وهي التي اعتاد الناس أنْ يروها في دورالفتاة الجميلة ذات الشعر «الغجري»، إذ كانت حتى تصرفاتها «غجرية»، هذه الممثلة دخلت الصالون وبدأت بالصراخ على العاملات الآسيويات هناك، طالبة منهن «وصل شعرها» بخصلات جاءت بها من بلدها... طبعا الفنانة لم يكن شعرها بالشكل والطول الذي تعوّدنا أن نراها عليه، وإنما كانت ذات شعر خفيف، إلاّ أن ما يلفت الانتباه أن تلك الفنانة كشفت لزبونات الصالون بأنها «قرعة وتتفلسف»، كما جاء في تعليق إحدى الزبونات، ألم يكن الهدوء أرحم من هذا الوصف.
إيمان عباس
العدد 1990 - السبت 16 فبراير 2008م الموافق 08 صفر 1429هـ