غالبا ما يجلس العقلاء والعلماء في المجالس والمكتبات والحوزات الدينية للنقاش و «التحاور» عن مسألة معينة أو موضوع معين؛ بغية الوصول إلى حلول ومبادئَ تتفق عليها كل الأطراف المشاركة في الحوار. وهو بعكس «الجدال» الذي يلتقي فيه طرفان أو أكثر للمجادلة في موضوع معين أو مسألة معينة، من دون الوصول إلى أي اتفاق في الرأي أو إيجاد مخرج.
وفي بعض الأحيان ربما تتخذ بعض المصطلحات العلمية وجها مخالفا تماما لما يجب أن تكون عليه، وخصوصا إذا تطلبت المصالح السياسية والاقتصادية ذلك، إذ تُطوَّع المبررات والتعليلات التي بالإمكان وصفها بالمبطنة لتماشي المصلحة المرجوة حتى لو كانت على حساب الآخرين.
وبما أن البحرين تمثل مجتمعا صغيرا يمتاز بالترابط والمحبة والإخوة بين كل الطوائف والتيارات فيه، إلا أن - للأسف - تتبنى أكبر رموز المجتمع مشكلات وقضايا حساسة لا تخدم أي طرف، وخصوصا أنهم يتجادلون ولا يتحاورون. والأسوأ إنهم يعمدون إلى إشراك وسائل الإعلام وإثارة النُعرات الطائفية والتحزبية من دون الالتفات إلى المصلحة الأهم وهي مصلحة الوطن.
والكلمة الأخيرة، العلماء والعقلاء يعتبرون صفوة المجتمع، ويجب أن يتحاوروا حال رغبوا في ذلك للوصول إلى نتيجة ايجابية وليست سلبية، والابتعاد عن المجادلة التي لن يقتنع كلا الطرفين في النهاية بأي من مبادئ الآخر وأفكاره. والمؤكد إن الجدال ليس من صفات العاقل والعالم، وإنما من أساليب الجاهل الذي لا يقدّر حجم الأثر المترتب على ذلك حال شاع أمر الفتنة والطائفية في المجتمع المترابط.
إقرأ أيضا لـ "صادق الحلوجي"العدد 1987 - الأربعاء 13 فبراير 2008م الموافق 05 صفر 1429هـ