العدد 1985 - الإثنين 11 فبراير 2008م الموافق 03 صفر 1429هـ

فعلها أبناء النيل

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

أسعد عمالقة المنتخب المصري لكرة القدم أمس الأول الأحد جميع المصريين والعرب والمسلمين حول العالم بفوزهم باللقب الإفريقي للمرة السادسة في تاريخهم والثانية على التوالي بقيادة المدرب الوطني القدير الكابتن (المعلم) حسن شحاتة.

في مباراة نهائية دخلها المصريون ومحبوهم مطمئنون أكثر من أي وقت مضى من أن اللقب لن يفارق خزائن الفراعنة كما يلقبون، لأن هذا المنتخب بحق هو أفضل ما شهدناه ربما في العقدين الأخيرين من المنتخبات العربية.

المنتخب المصري لم يحقق اللقب الإفريقي فقط هذه المرة وإنما أبهر العالم بالمستوى الرائع والالتزام الأخلاقي في الملعب وداخله ما جعله يحظى باحترام وتعاطف قل نظيره زاده وعمّقه اللاعب الخلوق محمد أبوتريكة برفع شعار «تعاطفا مع غزة» في أوج الهجمة الصهيونية على القطاع المحاصر.

هذا المنتخب المصري جمع بشكل فريد بين النتائج الكاسحة والمستوى الراقي والروح القتالية التي قل نظيرها، فكان منتخبا عجيبا بحق لم نشهد منتخبا عربيا يماثله في العقدين الأخيرين ربما.

فالنتائج بدأت باكتساح للأسد الكاميروني بأربعة أهداف مقابل هدفين في مباراة تاريخية للمصريين تفننوا فيها بالمنتخب الكاميروني، في الوقت الذي كانت فيه أقصى أمنيات المحللين تعادل المنتخب المصري، ليتبعوها بثلاثية نظيفة في مرمى المنتخب السوداني قبل أن ينهوا الدور الأول بالتعادل بهدف لكل منهما مع المنتخب الزامبي.

وفي الدور الثاني تخطى المصريون المنتخب الأنغولي القوي والسريع بهدفين لهدف واحد، قبل أن يكتسحوا أقوى المنتخبات الفريق الإيفواري برباعية رائعة أدهشت الجميع.

هذا الفوز العريض أذهل منتخب ساحل العاج نفسه المكون من كوكبة من نجوم القارة الأوروبية الذين يلعبون في أعرق أنديتها.

المصريون دخلوا النهائي وكل جماهيرهم ثقة في فوزهم باللقب لأن الأداء أولا لم يكن عاديا وإنما كان رائعا وتاريخيا بكل المقاييس.

طريقة لعب المصريين كانت سلسة وسهلة تتناقل فيها أرجل اللاعبين الكرة بكل سلاسة ومن دون مبالغة، في الوقت الذي كان فيه الدفاع صلبا والحراسة هي الأفضل في إفريقيا.

أما الهجوم فوجد فيه الأفضل في البطولة بحسب اعتقادي وهو القوي عمرو زكي إلى جانب المشاغب عماد متعب ومن خلفهم محمد أبوتريكة ومحمد زيدان.

أما ضابط الإيقاع فكان الأفضل في البطولة بحسب اختيار الاتحاد الإفريقي حسني عبدربه.

كل ذلك امتزج بروح قتالية وطنية كان فيها اللاعب المصري يقاتل على كل كرة في المباراة والتي تجلّت بشكل واضح في قتال محمد زيدان على كرته في مواجهة مدافع المنتخب الكاميروني وقائده سونغ والذي كان الأقرب للكرة، إلا أن زيدان خطفها وعلى رغم سقوطه مررها من دون أنانية إلى أبوتريكة الذي استحق أن يسجل هدف البطولة بعد أن أهدى الشعب الفلسطيني تعاطفه وتعاطف كل العرب والمسلمين معه. فاللاعبون أثبتوا فعلا أنهم أبناء النيل الأوفياء القادرون على قهر الصعاب وتحقيق المفاجآت والإنجازات.

وخلف هذا الإنجاز يقف مدرب وطني هو حسن شحاتة اختلف المصريون حوله كثيرا، وطالب بعضهم بإقالته قبل البطولة الإفريقية بأيام في مصر العام 2006 إلا أنه رد عليهم بتحقيق اللقب، واختلفوا بعد ذلك أيضا عليه فرد عليهم باللقب الإفريقي الثاني وبمستوى رائع وتشكيلة شابة مميزة ليتفقوا أخيرا عليه.

شحاتة بلغت شعبيته الآفاق في مصر فتحول إلى بطل قومي تفوق على الكثيرين من المدربين الأجانب وأثبت أن المدرب المصري هو الأصلح دائما لمنتخب الفراعنة.

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 1985 - الإثنين 11 فبراير 2008م الموافق 03 صفر 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً