أولا أود أن أحيي نجوم الأحمر وأولاد البحرين الذين كافحوا بروحهم القتالية وغيرتهم الوطنية التي توجوها بالنقاط الثلاث بعد عرض مشرف نال إعجاب المحللين الرياضيين في معظم القنوات الفضائية، وبالتالي يضرب الأحمر أكبر مثال في وطنيته الخالصة من أبناء الوطن بأنه قادر على تجاوز الصعاب وتحقيق ما خطط له سلفا بعد أن هزم المنتخب العماني في عقر داره.
فماذا بعد الفوز... فاللقاء المقبل سيكون أمام اليابان وهو طبعا ليس عمان والعكس صحيح، وبالتالي يتوجب علينا جميعا بدءا من اتحاد الكرة ولجانه العاملة التي تخص المنتخب الوطني إلى مدرب الفريق والجهاز الإداري واللاعبين إلى الجماهير وأبناء الشعب مرورا بالصحافة الرياضية أن نتضامن لكي نضع الأفكار ونخلق الجو الملائم للأحمر قبل خوضه اللقاء الصعب أمام اليابان.
وليست هي المرة الأولى التي نلعب مع اليابان سواء كان هنا في المنامة أو في طوكيو، ولذلك نحن على معرفة تامة بهذا الفريق القوي والصعب في صفوفه الثلاثة ومهارات نجومه والأسلوب السريع الذي ينتهجه في تنويع كراته على مساحات الملعب بأكمله وتحويل الكرات بشكل مفاجئ ومباغت من منطقة إلى منطقة أخرى، وبالتالي كل هذه الأمور تحتاج لمن يضع لها المضادات لأبطال مفعولها من البداية ولكن قبل ذلك علينا الاعتراف بأننا سنواجه فريقا منظما وقويا والفوز عليه صعب ولكنه غير مستحيل وعلى هذا الأمر يجب إعداد الفريق وليس العكس.
المؤسسة العامة واتحاد الكرة المطلوب منهما أن يتعاملا مع الحدث بروية وعقلانية واتزان من خلال تحشيد الجماهير لحضور هذه المباراة لمساندة الأحمر في لقائه اليابان، والا تثار العواطف فتخرج عن المألوف وكأننا على بعد خطوة واحدة ونصل إلى جنوب إفريقيا أو كأن الفوز على الفريق الياباني أمر لابد أو سهل المنال.
نحن نطالب بالتحشيد الإعلامي لحضور الجماهير إلى ملعب الاستاد الوطني، ولكن يجب أن يحضر هذا الجمهور وهو يعلم أن الخسارة واردة خصوصا أنك تلعب ضد أحد أقوى الفرق الآسيوية بل أحد أقوى المرشحين لنيل احدى بطاقات التأهل إلى نهائيات كأس العالم في جنوب إفريقيا، وبالتالي هذه الواقعية ستنعكس على أداء المنتخب الوطني داخل الملعب لتكون الإعلانات الإعلامية فيها الكثير من الواقعية العقلانية واحترام المنافس وتحمل التحضير والمساندة لنجوم الأحمر وبث روح الحماسة والقتالية لمواجهة المد الياباني الهادر.
ولا يعتقد أحد ممن يقرأ هذه الأسطر أننا نجبن ونبث روح الانهزامية في نفوس نجوم الأحمر، فهذا أمر غير صحيح ألبتة، فنحن نتحدث بواقعية الأمر المعاش من خلال الفهم التام للفريق المنافس. وكل من يريد أن يواجه منافسا له في كل المجالات فعليه أن يعرفه جيدا ويعرف مواقع الضعف والقوة لديه حتى يستطيع أن ينفذ منها إلى ما هو يريد، وبالتالي القراءة الواقعية مطلوبة جدا حتى تكون على المحك بلا زيادة ولا نقصان. الفوز على الفريق الياباني ليس مستحيلا ولكنه صعب، ومن يريد أن يصل إليه فلا بد له من تهيئة نفسه لهذه المواجهة من جميع الجهات ولكل الاحتمالات، لا بالأمل الواهن ولا بالكلام المعسول الذي يزيف الحقائق ويبعدها عن مسارها السليم، وبالتالي نحن نقول ونؤكد أن اليابان ليس عمان ولا يجوز ربط الفوز الأول بالمواجهة اليابانية، ومع ذلك نأمل من أبناء هذه الأرض الطيبة نجومنا الكبار أن يدافعوا عن شعار الوطن في تلك الملحمة، وان يلعبوا للفوز ولكن بحسب الإمكانات واحترام اليابان بكل المقاييس، فعندها قد نحقق ما نصبو إليه والفوز سيكون حينها أحلى من العسل.
إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"العدد 1984 - الأحد 10 فبراير 2008م الموافق 02 صفر 1429هـ