حوادث كثيرة مر بها المواطن البحريني ومازال يحوم فيها تدفعه للتساؤل: هل أنا بحريني؟ هل أنا في البحرين أصلا أم في دولة أخرى؟... الفقر، السكن، البطالة... وهلم جرا من المشكلات التي يصارعها المواطنون كل يوم وما تغلبوا عليها، كلها تجعلهم في كثير من الأحيان يشككون في هويتهم وهوية الأرض التي (عاشوا ولمسوا ودرسوا ما اشتهرت به)، وليس في وجه البيئة البحرينية وما يهددها كل يوم من حاجز يصد عنا السؤال ذاته: هل نحن في البحرين؟
من بلد المليون نخلة... من التربة الخصبة والزراعة الكثيفة التي تحتمي منها من أشعة الشمس وقيظ الصيف، إلى ناطحات سحاب إسمنتية تتماثل مع الزراعة القديمة في كثافتها وتختلف عنها في عمومية فائدتها ومداها! فالزراعة فائدتها تعم والإسمنت فائدته محصورة في أناس بعينهم جيوبهم عامرة وكراسيهم لا ينصب عليها إلا «الهوامير»!... وأكبر مثل، الجفير التي ابتلعت البحر بكامله واكتفت بطابوق مرصوص بمختلف أشكاله وألوانه وارتفاعاته من دون أدنى فسحة لـ «نخلة» على أقل تقدير تشير إلى أن الجفير بحرينية... ردمنا البحر، ولكن عددا منا عاطل وآخرين مشردون ومتسولون... وقتلنا الزرع وسفلتنا الشوارع السريعة والعامة و»لمعناها» مرة بعد أخرى (بلا داع)، فيما الشوارع الداخلية وعند «بيوت الفقراء» تحديدا تسفلت بالأكياس السوداء وروائحها النتنة والذباب يطير حولها مضيفا «معلما» آخر... فهل هذه هي معالم البحرين الجديدة؟
إقرأ أيضا لـ "عبير إبراهيم"العدد 1983 - السبت 09 فبراير 2008م الموافق 01 صفر 1429هـ