العدد 1983 - السبت 09 فبراير 2008م الموافق 01 صفر 1429هـ

صناعة الأدوية وتقنيات المستقبل

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

ملحق «الوسط السياسي» - مع عدد اليوم - تم تخصيصه لمناقشة الموضوعات المتعلقة بصناعة وتجارة الأدوية، وذلك لاعتقادنا بأهمية كل ما يتعلق بالصيدلة والدواء لحياتنا اليومية ومستقبلنا الصحي. فصيدلية مجمع السلمانية الطبي لوحدها تشتري أدوية بنحو 12 مليون دينار سنويا (ما يعادل 32 مليون دولار).

وهناك حديث متداول؛ أن الاستثمار في الرعاية الصحية في الخليج من المحتمل أن يزداد أكثر من 400 في المئة (من 12 مليار دولار حاليا إلى 60 مليار دولار في 2025). وخلال السنوات الخمس الماضية - بحسب مصادر صناعة الأدوية - انتقل مركز الثقل من الأدوية المصنعة تقليديا إلى تلك المعتمدة على الهندسة الوراثية والتقنية الحيوية (بيو تكنولوجي)، وهي التكنولوجيا التي تؤثر في المكونات البيولوجية المسئولة عن صحة الإنسان. فالهندسة الوراثية تستخدم حاليا في جميع أنحاء العالم في ميادين عدة، ولاسيما في صناعة الأدوية المستخدمة لعلاج أمراض القلب والمفاصل، والايدز، وتصلب الشرايين، فضلا عن الكثير من أنواع السرطان.

كما أن التقنية الحيوية تستخدم في إنتاج المحاصيل الزراعية، وهذه التقنية مازالت لم تصل إلى بلداننا الخليجية على رغم أننا نستورد منتجات أميركية استخدمت فيها هذه التقنية. ولعل التركيز حاليا في دولنا على الاستثمارات العقارية التي تنتج الربح السريع لعدد من المستثمرين، ولكننا لم نفتح أعيننا على الآفاق الواسعة التي انفتح عليها العالم. وبلداننا العربية جميعها لا تعد شيئا بالنسبة إلى التقدم العلمي والعملي الذي وصلت إليه «إسرائيل» في كل هذه المجالات الحيوية، ما يشير إلى ابتعادنا كثيرا عن التوجه الاستراتيجي لدى الآخرين بشأن اعتماد تقنيات المستقبل في التنمية بعيدة المدى.

إن دول الخليج تستورد الدواء والغذاء (تبلغ استيرادات الغذاء نحو 9 مليارات دولار سنويا)، ودولنا تعتمد على البحر للتزود بمياهها المحلاة، ومثل هذه المشكلات لا يمكن معالجتها عبر صرف الفائض المالي المتوافر لدينا حاليا على مشروعات المباني والعقارات فقط... إنها بحاجة إلى أن تتوجه أيضا نحو قطاعات استراتيجية تعتمد الجانب المعرفي بشكل مكثف ومنتج على أسس تنافسية وعالمية. إننا نتطلع إلى مستقبل نصنعه بمنهجية أكثر تعمقا مما هو مطروح حاليا، ومثل هذا الطرح يحتاج إلى دماء جديدة وتفكير جديد في الصفوف القيادية.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1983 - السبت 09 فبراير 2008م الموافق 01 صفر 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً