العدد 1981 - الخميس 07 فبراير 2008م الموافق 29 محرم 1429هـ

النهاية قربت

محمد أمان sport [at] alwasatnews.com

رياضة

يبدو أنّ المسلسل المكسيكي (الاتحاد الآسيوي لكرة اليد) في طريقه للنهاية بعد سنوات من الظلم الفاضح، ويبدو أنّ الأيام المقبلة ستكون أيام الخير لكرة اليد الآسيوية بعد أن علم الشر والظلم هذه القارة وذلك تحت المقولة المشهورة (لكل ظالم نهاية)، فالظلم وإن زاد أمده لابد وأن يسقط في يوم من الأيام، ومن يراعي الأخلاق وحقوق الغير لابدّ أن الخالق يرى الناس فيه يوما (...) كما حدث للظالمين على مر التاريخ، قلناها مسبقا بأننا لسنا بصدد التشفي في رجال الاتحاد بل تمنينا أنْ يراجعوا أنفسهم ألف مرة ومن ثم يبدون حسن النية بتغيير سلوكهم تجاه البطولات التي ينظموها في القارة أو إذا كان فكر المسابقات الشريفة ليس في بالهم فعليهم الرحيل اليوم قبل غد، وبوادر الرحيل عن الاتحاد بدأت تنكشف أمام الجميع، وصار الاتحاد الذي يعرف بنفوذه وجبروته اتحادا آيلا للسقوط !

وهذا الاتحاد الآيل أثبت بأن تصريحاته مجرد فرقعات إعلامية يُراد بها تضليل الشارع الرياضي الواعي للممارسات الفاضحة لهذا الاتحاد في البطولات، وأثبتت الأيام بأنّ هذا الاتحاد قليل الحيلة أمام الإجماع الآسيوي والخليجي، وإنْ كنت أثمن موقف البحرين ممثلا في المؤسسة العامّة للشباب والرياضة بالإضافة على الاتحاد، فإنّ القشة التي قصمت ظهر البعير هو الموقف السعودي عبر أميرها الرياضي الأمير سلطان بن فهد الذي أخذ موقفا لا أعتقد بأن الاتحاد الآسيوي توقعه في أسوأ الظروف، ولذا فإنّ بقية المسئولين عن الرياضة في الخليج والقارة الآسيوية بأسرها مطالبينَ بالوقوف ضد هذا الاتحاد حفاظا على مستوى اللعبة الذي تدنى إلى أبعد الحدود، بدليل أنّ أكبر قارات العالم يشارك فيها 10 منتخبات فقط في بطولتها القارية المؤهلة إلى كأس العالم، والطريف أنّ البطل في كلّ مرة معروف وهذا يدلل ضعف المستوى إذ افترضنا بأن ذلك البطل أهل للبطولة.

والبعض يُطالب دائما من المسئولين في البحرين الوقوف خلف الاتحاد الآسيوي ذي القيادة العربية الخليجية احتراما لمبدأ القرابة بيننا وبينهم، وفي كل الأحوال نحترم هذه الآراء، ولكني يجدر بنا أن نسأل سؤال « لماذا لم يحترمونا في السنوات الماضية ومارسوا أقصى أنواع الظلم على كرة اليد لدينا ؟! «، وبعد ذلك نسأل أيضا « لماذا المسئولون في البحرين مطالبون بالاحترام والمسئولون هناك ليس مطالبين بالاحترام ؟!»، فما حدث في السنوات الماضية إساءة للرياضة البحرينية وللشعب البحريني بأسره؛ لأنّ المتضرر في كلّ الأحوال هو اسم البحرين، فهل يقبل أحد بذلك ؟!، المسألة ليست مسألة علاقات شخصية وقرابة، المسألة مسألة مبدأ، ألا نستغرب أنْ يأتي الظلم هذا من الأقارب ؟! ألا يحزّ في النفس ؟!، أسئلة بحاجة إلى إجابات شافية بعقلانية وحياد.

موضة فوضى !

اللاعب المثالي في الرياضة يجب أنْ تقترن سلوكياته بمهاراته الفردية والجماعية لكي يصل بعد سنوات من العطاء الجزيل إلى قمّة النجومية ويصبح قدوة للجيل الصاعد، واللاعب الذي يريد أنْ يصبح مثاليا عليه أنْ يلتزم بالتدريبات اليومية وأنْ يكون جادا في أدائها وأنْ يطبق تعليمات مدربه قدر الإمكان وأنْ يحرص على تحضير نفسه بنفسه نفسيا وذهنيا قبل المباراة و(...). إذا هناك مواصفات عديدة للاعب المثالي، ولا يمكن لأيّ لاعب أن يكون كذلك إلاّ بالعمل فالرياضة تعطي لمن يعطيها من جد وإخلاص ومثابرة، وهذا المفهوم الذي أفهمه للرياضة ويفهمه الكثيرون ولن أقول الغالبية على أضعف الإيمان.

ومع الأسف، البعض في رياضتنا من الواعدين الصاعدين يفهمونَ الطريق إلى المثالية بشكل مختلف جدا، ويمارسون عادات وطقوس مختلفة تماما هي موضة جديدة لا علاقة لها بالمثالية التي نتحدّث عنها، فبدلا من توجه هؤلاء الواعدين إلى التحضير الجيد لأيّ مباراة مثلا عبر الالتزام بالتدريبات والنوم المبكر وأكل الغذاء المناسب في الوقت المناسب مثلا، نجدهم يحضرون أنفسهم من خلال (تقليعات) مستحدثة غريبة وكأنهم يستعدون لحضور حفل رأس السنة وليس لأداء مباراة قد تكون ذات طابع عنيف كلعبة كرة اليد مثلا أو كرة القدم، ويا ليت أن هذا التوجّه يؤثر إيجابيا على مستوى الأداء بل ما نراه عكس ذلك، وكم أتمنى أنْ تكون أنديتنا المحلية واعية لمثل هذه الظواهر غير المحببة بعيدا عن كونها تنتمي إلى عاداتنا أو تقاليدنا كمسلمين.

وقبل الختام

- أهنأ عشّاق كرة القدم في المملكة بالفوز الرائع الذي حققه منتخبنا الوطني الأوّل لكرة القدم في تصفيات كأس العالم على سحرة الخليج المنتخب العُماني، وأتمنى كما يتمنى الجميع أنْ تكون هذه المباراة بداية الانطلاقة الحقيقية للمنتخب وبداية عودة الود والثقة بينه وبين جماهيره العاشقة.

- أتمنى من اتحاد اليد مراجعة نظام الدورة التنشيطية من جديد، وذلك بتغيير نظام الدور الواحد إلى دورين، أعتقد أنّ مدربي الأندية سيكونون سعداء بهذا التغيير لحاجتهم لمثل هذه المباريات في جوانب عدّة يدركها الجميع، وحتى لو أقيمت مباريات الدور الثاني (المقترح) مضغوطا فإنه أفضل بكثير من نظام الدور الواحد.

إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"

العدد 1981 - الخميس 07 فبراير 2008م الموافق 29 محرم 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً