العدد 1981 - الخميس 07 فبراير 2008م الموافق 29 محرم 1429هـ

فينوغراد... وأصدقاؤه «العرب»!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

عندما صدر تقرير «فينوغراد» الأسبوع الماضي توقّع أحد الإسرائيليين أن يصبح من الماضي بعد أيام. ولكن المؤكد أنه سيبقى خنجرا في الخاصرة الإسرائيلية حتى وقت بعيد!

قيادات «إسرائيل» حاولت أن تبرّر لنفسها الإخفاق في حرب تموز، بالقول إنهم لم يكونوا على المستوى الكافي من الاستعداد والشدة والحزم! ولا ندري هل كان في جعبتهم قوةٌ وشدةٌ أكبر مما استخدمه أولمرت، وما جرى من تدمير متعمد للبنية التحتية اللبنانية، وتهجير مئات الآلاف من المدنيين، واتباع سياسة الأرض المحروقة في الجنوب؛ لإعادة لبنان عشرين سنة إلى الوراء.

التخبط الإسرائيلي سيستمر طويلا كما يبدو؛ بدليل خروج أحد أعضاء لجنة فينوغراد في ندوة بمركز «هرتسليا» متهما اللجنة بمحاباة أولمرت بسبب الخشية على العملية السلمية التي يقودها من وصول زعيم الليكود بنيامين نتنياهو؛ وهو مما أثار زوبعة في الساحة السياسية الإسرائيلية.

عضو اللجنة اسمه يحزقيل درور، بروفيسور علوم سياسية مسئول وليس كاتبا مشوشا متلبسا بأوهام «الحداثة»، وبالتالي فإن موقفه قلّب المواجع الصهيونية حين شبّه وضع «إسرائيل» بالمصاب بالسرطان الذي يحتاج إلى طبيب جيد ومعدات طبية جيدة، وهو ما تفتقر إليه «إسرائيل»! ومن هنا بدأت بعض الأحزاب من اليمين إلى اليسار المطالبة بتشكيل لجنة تحقيق أخرى، وتأكيد أن لجنة فينوغراد كانت «لجنة فاسدة»!

الجيّد في فينوغراد اعترافه بأن الحرب لم تكن ردة فعل عصبية وإنما كانت نتاج خطة موضوعة من قبل، وأن القرار كان متخذا، بهدف تدمير حزب الله وتصفية قياداته، والقضاء على سلاح المقاومة. وهو ما أكده الأمين العام للحزب حسن نصرالله في مقابلته الأخيرة أن الخطة كانت تقوم على عنصر المفاجأة، فيبدأ الهجوم والناس نائمون في مخادعهم، وتنتهي العملية «الجراحية» خلال ثلاثة أيام، مع توافر غطاء دولي وعربي محكم... ولكن الله غالبٌ على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

فينوغراد اعترف بأن «الجيش الأقوى في الشرق الأوسط هُزِم على يد تنظيم شبه عسكري يضم بضعة آلاف من المقاتلين». وألقى المسئولية على الجيش الذي يمثل أداة الردع الكبرى بيد «إسرائيل».

التقرير تكرّرت فيه عبارات «الإخفاق» و«الفشل» و«الفشل الذريع» مئات المرات، وأشار إلى ما وجده من «إخفاقات وعيوب خطيرة في عمليات اتخاذ القرار على المستوى السياسي أو العسكري، من القوات البرية، ونوعية الاستعداد والجاهزية، وفي السلوك وتنفيذ القرارات والأوامر، انتهاء بغياب التفكير والتخطيط الاستراتيجي».

ما يمكن أن تأخذه الشعوب العربية على فينوغراد أنه أخفى الجزء المتعلق بالاتصالات التي أجريت مع قيادات عربية ولبنانية أثناء العدوان، حرصا على مصالح «إسرائيل» العليا ومصالح «أصدقائها»، الذين كانوا يشجعون «إسرائيل» على مواصلة حربها؛ حتى تُجهِز على آخر مقاتل من حزب الله. ألا تحدوكم الرغبة العارمة في معرفة أسماء «الأصدقاء العرب» الذين تستّر عليهم فينوغراد الملعون؟

أخيرا... الكلّ تحدث عن إخفاقات وفشل «إسرائيل» ولم يتحدث أحدٌ عن نجاح بضعة آلاف من الشبان المؤمنين بقضيتهم في إفشال العدوان ودحر أشرس جيشٍ موغلٍ في الدماء.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 1981 - الخميس 07 فبراير 2008م الموافق 29 محرم 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً