العدد 1981 - الخميس 07 فبراير 2008م الموافق 29 محرم 1429هـ

المدن المستدامة في الخليج

مجيد جاسم Majeed.Jasim [at] alwasatnews.com

.

في عصر السيولة الضخمة، هناك تسابق بين المدن الخليجية في البدء بمشروعات ذات صبغة اقتصادية، أو صناعية أو سكنية برؤوس أموال خيالية.

في اتجاه موازٍ هناك خطوات حكيمة نحو استثمار جزء من الثروات في علوم التنمية المستدامة التي ستؤتي ثمرها على المدى الطويل. أحد هذه المشروعات الضخمة تقوم به إمارة أبوظبي، وهو إنشاء أول مدينة مستدامة في العالم بكلفة مبدئية تقدر بـ15 مليار دولار. المشروع يدار من قِبل شركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر) وتهدف إلى الاستثمار في عدة قطاعات كمشروعات الطاقة المتجددة - الرياح، الشمس، والهيدروجين - بالإضافة إلى إدارة الكربون، والتنمية المستدامة والتعليم والبحث العلمي. المدينة الجديدة ستصمم بشكل إبداعي بطرق بناء حديثة بواسطة شركات الاستشارات الغربية بالاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة واستخدام وسائل المواصلات الصديقة للبيئة لخدمة نحو 50 ألف نسمة. يبدو أن المال لن يكون عائقا لهذا المشروع الذي ستنتهي المرحلة الأولى منه العام 2009 وستكون المدينة جاهزة العام 2016. هذه المدينة ليست أولى المدن الخضراء التي تم التخطيط لبنائها في المنطقة. فالبحرين مثلا أعلنت العام 2005 نيتها إنشاء الجامعة الأوروبية في منطقة هورة عالي الملاصقة لمدينة زايد. للتذكير - بحسب البيانات الصحافية - إن المدينة كانت ستكلف نحو 225 مليون دولار وستضخ من قبل مستثمرين خليجيين وقد حصلت الجامعة المذكورة على تشجيع القيادة السياسية في البلاد؛ إذ وضع حجر الأساس رئيس الوزراء سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة والمستشار الألماني السابق جيرهارد شرودر.

الغرض من الجامعة كان التركيز على الدراسات العليا في مجالات البيئة والتنمية المستدامة والطاقات المتجددة. حاليا تنحصر الدراسات العليا في مجال التعليم البيئي في البحرين في جامعة الخليج العربي ومن الممكن أن تنضم جامعة البحرين في حال فتح برنامج الماجستير في تخصص البيئة والتنمية المستدامة من قبل عمادة البحث العلمي.

قمتُ بزيارة حجر الأساس في منطقة هورة عالي هذا الأسبوع ولم أجد أي أثر لبدء عملية البناء في المشروع على رغم وضع التصاميم الهندسية المستقبلية للمدينة بل التنبؤ باكتمال المشروع العام 2010. بعض العارفين ذكر أن هناك احتمالا باستخدام أرض المشروع في إنشاء المراحل المقبلة من عملية توسعة مدينة زايد.

الصفحة الالكترونية للمشروع (http://www.eurouniversity.org) لاتفتح وبالتالي من الممكن الاستنتاج أن المشروع موضوع على أحد الرفوف إلى حين.

في رأيي إن لو دخل المشروع حيز التنفيذ الفعلي لكان قد وضع البحرين في مقدمة الدول الخليجية في هذا المجال الحيوي لبناء الإنسان بالعلم. هناك سباق في هذه المنطقة، ففي دولة قطر تم فتح فروع لأفضل الجامعات العالمية في مدينتها التعليمية وفي إمارة الشارقة انبهرتُ بتصميم مدينتها الجامعية وطرازها الإسلامي واحتضانها الكثير من الجامعات وفي المملكة العربية السعودية افتتحت حديثا جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا. تلك الدول لا تبخل بصرف عدة مليارات من الدولارات في سبيل بناء مؤسسات جامعية مرموقة تساهم في بناء نهضة تعليمية موازية لمئات المليارات التي تنفق في بناء الجزر والمباني.

البحرين عن طريق مجلس التنمية الاقتصادية أعلنت مطلع العام الماضي «مدينة التعليم العالي»، فهل سيكون مصيرها مصير الجامعة الأوروبية نفسه أم حقيقة واقعة؟

إقرأ أيضا لـ "مجيد جاسم"

العدد 1981 - الخميس 07 فبراير 2008م الموافق 29 محرم 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً