العدد 1980 - الأربعاء 06 فبراير 2008م الموافق 28 محرم 1429هـ

إطار الصورة الجميلة

يونس منصور Younis.Mansoor [at] alwasatnews.com

رياضة

انطلقت الرحلة المونديالية يوم أمس لمنتخبنا الوطني لكرة القدم وهي انطلاقة مبشرة بتحقيق فوز غال وثمين خارج قواعدنا على منافس عنيد اعتبره المتابعون والمحللون أنه منافس للأحمر على البطاقة الثانية للتأهل للمرحلة الرابعة من التصفيات المونديالية على اعتبار أن المنتخب الياباني مرشح فوق العادة للبطاقة الأولى عن هذه المجموعة.

في هذه الرحلة العالمية نقولها من الآن لن نقبل بأية أعذار، فعندما لا تبقى لديك في حقيبة الرحلة سوى الأمنيات فإننا نتمنى أن نرى منتخبنا بين الكبار وبين المنتخبات العالمية، أما التحدث بأعذار واهية وواهمة فهي مرفوضة من الآن، إلا إذا كانت تحمل في طياتها المضمون الواقعي والذي يكون خارج إرادتنا.

رحلة الكرة البحرينية والبحث عن الذات بدأت منذ زمن طويل وطويل وما زالت، وحتى لو تجاوزت الواقع المرير الذي تعيشه... من نقص أموال أو المنشآت والذي نحاول في كل مرة أن نتناساه ونتمنى أن ننساه!

صورتنا اليوم تبدو أجمل من تلك الصورة القديمة ولكن هذه الصورة الجميلة تفقد الكثير من جمالها عندما تظل من دون إطار لأنه من الصعب أن تعلق صورة من دون إطار!، فالإطار يعطي الصورة رونقا جميلا وخلابا وربما يجملها من دون أن يكون الجمال فيها، وربما يسأل سائل عن الإطار، وما نقصده هنا بالإطار ما هو إلا الاهتمام بلاعبينا ورياضتنا عموما، من خلال الدعم الحكومي الكبير وبشتى صوره ماديا ومعنويا ولوجستيا وكل أنواع الدعم الذي يتصوره العقل.

بواقعية وصدق نقولها أيضا تطور مستوانا بفضل المواهب والنجوم الكثيرة التي تحوي كرتنا وأنديتنا وملاعبنا، ولكن هل هذا يكفي؟، هل يمكن أن نسمي ما نعيشه وحققناه حتى الآن أنه جاء بفعل فاعل أو بتخطيط مسبق؟.

أعتقد أن الإجابة ربما تكون معروفة مسبقا، وهي لا تخطيط ولا هم يحزنون، فكرتنا تسير على البركة وعلى المجهودات الشخصية من هنا وهناك ومن أسماء وشخصيات بعضها معروف والبعض الآخر يعمل بصمت ومن خلف الكواليس، وربما يرى البعض أن إنجازنا الكروي أننا تطورنا وأصبحنا ضمن طابور الكبار والمتميزين في القارة وليس المهم أين موقعنا وترتيبنا في الطابور!

وآخرون أكثر تفاؤلا يرون أننا نقترب من الحلم وكل ما نحتاجه شيئا من الوقت والمزيد من الصبر وعدم اليأس، وبين الرأيين يكمن الجدل وتتسع مساحات الحوار... ويوم أمس بدأنا محاولة وتجربة جديدة بحثا عن الذات والحلم وهذا قدرنا... وقدر الكرة البحرينية نتمنى ألا يطول ويمتد لأجيال أخرى.

ولتحقيق ذلك يجب فقط التخطيط بروية وحكمة وبذل الجهد والمال وخصوصا أن هناك عناصر أخرى للنجاح تكاد تكون متوافرة أهمها العنصر البشري من خلال وجود هذا الكم الهائل من نجومنا والأهم من ذلك وجود الروح القتالية العالية والحماس الكبير داخل لاعبينا.

عموما هناك منافسون لنا يعملون ويصرفون ويخططون بشكل كبير، ولسنا الوحيدين الطموحين المتأملين الحالمين العاملين من أجل بلوغ الحلم القديم، فمن أين نبدأ رحلة البحث عن الذات؟، هل نبدأ ونهتم بتطوير أنفسنا أو نقيس تطورنا بتطور الآخرين من حولنا؟

عموما شمعة الأمل التي تضيء دربنا المعتم الطويل لن يطفئها برودة وأمطار الشتاء لأنها قاومت الصيف وحرارته القاتلة من خلال غياب الدعم بشتى مجالاته... إننا بعشقنا للصبر الموروث من الصعب أن نستسلم بعد أي إخفاق أو فشل... حتى عندما نسقط ونحن نرتدي بدلة الأمل سرعان ما ننهض ونستعيد توازننا ونواصل الرحلة من جديد وبشكل جديد ايضا.

إقرأ أيضا لـ "يونس منصور"

العدد 1980 - الأربعاء 06 فبراير 2008م الموافق 28 محرم 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً