يحتفل العالم الإسلامي اليوم (الاثنين) بعيد الأضحى المبارك، جعله الله يوم خير وبركة ووحدة كلمة بين المسلمين.
في هذا اليوم المبارك، ستنتهي أهم أعمال الحج لثلاثة ملايين مسلم جاءوا من مختلف أقطار العالم الإسلامي، ومن الأميركتين وأوروبا وأستراليا وجنوب أفريقيا، ليشهدوا منافع لهم، ويذكروا الله على صعيدٍ واحدٍ في أيام معلومات، بعد أن نزعوا عنهم قومياتهم وإثنياتهم وعصبياتهم، ويقدّموا الهَدْي ويحلقوا رؤوسهم ويتحلّلوا من الإحرام مع ظهيرة هذا اليوم. تقبّل الله منهم سعيهم، وختم أعمالهم بالمثوبة والمغفرة والرضوان.
اليوم يصطف ملايين المسلمين في مختلف الجوامع والمساجد والمصلّيات والساحات، يدعون الله بحق هذا اليوم الذي جعله للمسلمين عيدا، ولمحمدٍ (ص) ذخرا وشرفا وكرامة ومزيدا، سائلين الله المغفرة والعودة على أحسن حال.
في هذا اليوم، يستذكر المسلمون فلسطين المسبية منذ ستين عاما، وما يجري لإخوانهم في مدينة الخليل من اعتداءات وحرق منازل واستباحة أرض. ويفتحون أعينهم على آخر مشاهد حصار غزة التي تبثها الفضائيات، بعد أن مُنع عن أهلها المؤن والطعام، ونفد الوقود وتوقفت السيارات ومحطات الكهرباء والمستشفيات. واستحكم الحصار حتى أوشك النظام المصرفي على الانهيار، بعد أن جُففت مصادر السيولة والرزق ومُنع عن الفلسطينيين رواتبهم.
نسأل الله في هذا اليوم أن يرقّق قلب الحكومات العربية فتسهم في فك الحصار، وتبعث بالمئونات والمساعدات الواجبة لمن يدافع عن شرف الأمة وحفظ مقدساتها. ونسأله تعالى أن يرقّق قلب الحكومة المصرية فتفتح المعابر أو تخفّف من إجراءات الحصار، أو على الأقل ألاّ تمنع قافلة المساعدات الشعبية الخامسة التي جمعها الشعب المصري من قوته واقتطعها من خبزه لتخفيف معاناة أشقائه في القطاع المحاصر.
في هذا اليوم، نسأل الله أن يرقّق قلوب الفلسطينيين أنفسهم على بعضهم، ويوحّد كلمتهم على نصرة قضيتهم، لئلا يخسروا تعاطف المتعاطفين معهم، بعد أن طالت غربتهم في الشتات، وضيّعوا بوصلتهم في الخلافات الحزبية الصغيرة.
في هذا اليوم، نسأل الله أن يمنّ على لبنان بالصمود والنهوض، والالتفاف حول مقاومته وعنوان عزه وانتصاره على الجيش «الذي لا يُقهر».
في هذا اليوم، نسأل الله أن يمكّن العراقيين من حماية استقلال بلدهم واسترجاع سيادتهم من مخالب الأجنبي المحتل، ويحقنوا دماءهم، ويعود مهجّروهم من الغربة إلى أحضان العراق.
في هذا اليوم، نتمنى أن تتحرّر أفغانستان من قوات «الناتو»، وتجلو الجيوش الأجنبية، ويحكمها أبناؤها من أصحاب العقل والرشد. كما نتمنى أن تعود الصومال بلدا آمنا موحدا مستقلا، بعيدا عن القوى المتخلّفة أو التابعة للشرق والغرب.
في هذا اليوم... نتمنّى لبلدنا أن يتعافى من أعراض وأمراض الطائفية التي تنخر في العظام، ليعود مرة أخرى وطنا معافى لا يفرّق بين الأخ وأخيه، بسبب مذهبه أو منطقته أو قبيلته أو إثنيته. ونتمنى لأنفسنا ومثقّفينا، أن نتخلص من نرجسيتنا وغرورنا وعقدتنا الزائدة من المصطلحات الفارغة والاستشهاد بالأجانب وكأنهم أنبياء.
وأخيرا... نتمنى للقراء دوام الصحة والعافية، وأن يعود عليهم هذا العيد بالخير والبركات
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 2285 - الأحد 07 ديسمبر 2008م الموافق 08 ذي الحجة 1429هـ