العدد 1978 - الإثنين 04 فبراير 2008م الموافق 26 محرم 1429هـ

حلمي وظيفة ... إلى متى؟!

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

خطت الرياضة في مختلف أصقاع العالم وفي الدول المجاورة لنا خطوات كبيرة بحيث إنها تحولت إلى صناعة قائمة بحد ذاتها، تدر الملايين على ممارسيها والقائمين عليها والمشتركين فيها.

المفاهيم الرياضية حول العالم تغيرت وتبدلت ولم تعد تلك المفاهيم القديمة ومع ذلك ما زالت رياضتنا المحلية تعيش منفصلة تماما عن هذا العالم المتغير من حولها.

فالرياضيون في البحرين شبه مهمشين في المجتمع وأقصى ما يحلمون به من ممارستهم الرياضة ووصولهم للمنتخبات الوطنية هو وظيفة بسيطة في وزارة أو شركة مع الحصول على وحدة سكنية!

هذه هي أحلام الرياضيين في البحرين باختصار، في الوقت الذي يتقاضى فيه أقرانهم في الدول المجاورة لنا وحول العالم الملايين وخصوصا المميزين منهم.

واقع الرياضيين في البحرين هو انعكاس لواقع الرياضة في هذا البلد الذي مازلت فيه لم تتجاوز بعد مرحلة الهواية.

ما يجب أن يدركه ممارسو الرياضة هنا انه مهما بلغت إمكاناتهم ومستوياتهم وإن أوصلتهم للمنتخبات الوطنية أو مكنتهم من الفوز بأوسمة محلية أو خليجية أو عربية أو حتى دولية فإن كل ذلك لا يعدو كونه تشريفا معنويا لا يمكن أن يصل إلى مرحلة الاحتراف الحقيقي.

في البحرين هناك محترفون ممبدعون في حقول عدة غير الرياضة يعملون بصورة احترافية مميزة سواء في الشركات أو المصارف أو المؤسسات المختلفة ويتقاضون لأجل ذلك مبالغ كبيرة جدا.

الرياضة المحلية بحاجة فعلا إلى التحول إلى صناعة حقيقية يتحول فيها اللاعبون إلى محترفين حقيقيين يتقاضون بموجبها مبالغ مجزية تدفعهم إلى تطوير مستوياتهم والارتقاء بها إلى أفضل المراتب، والمبدعون منهم كالمبدعين في الحقول الحياتية الأخرى يحصلون على التكريم وعلى الماديات في الوقت نفسه.

لا يمكن السير بالرياضة في البحرين بمعزل عما يحصل في العالم لأننا بحاجة فعلا إلى أن تكون هذه الرياضة صناعة، ولن تتحول إلى صناعة من دون خصخصتها بشكل كامل ورفعها من سلطة الدولة.

القطاع العام لم يعد قادرا على تسيير الرياضة أو خدمة الرياضيين ولو كان قادرا لما وجدنا في كل يوم تصريحات لنجوم مميزين ليس محليا فقط وإنما خليجيا وقاريا يطلبون فيها وظيفة أو مسكنا أو مساعدات بسيطة.

في كل العالم الآن من يدير الرياضة هم شركات كبرى تصرف الملايين وتحصل منها على المزيد وفق منهج اقتصادي يعتبر الرياضة خدمة تقدم للجمهور الذي يجب أن يدفع مقابلها سواء كان في منزله أو في الملعب، كالخدمات الأخرى التي يدفع من أجلها الأفراد، وكلما ارتقى مستوى هذه الخدمة كلما زادت المبالغ المخصصة.

والرياضة تستخدم كذلك في أغراض دعائية وإعلانية تدر الملايين.

هذا المفهوم للرياضة غائب تماما لدينا، إذ مازالت الدولة تمارس سلطة كبيرة على الرياضة من خلال المؤسسة العامة للشباب والرياضة، والأندية لا يمكن الاستمرار من دون الإعانات التي تحصل عليها من المؤسسة!

استمرار الوضع على ما هو سيدفع بالشباب إلى الابتعاد تماما عن الرياضة والتخصص والاحتراف في حقول مفيدة تساعدهم في بناء حياتهم المستقبلية، وحينها وفي فترة قصيرة ستنتهي الرياضة تماما في البحرين إلا إذا وجدت المخططات الكفيلة بإنقاذها!

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 1978 - الإثنين 04 فبراير 2008م الموافق 26 محرم 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً