يبدو أن نبض الشارع البحريني بمختلف أطيافه لا يكف عن الحديث هذه الأيام عن موضوع التجنيس الذي يبحث عن مكان ينفس فيه عن رأيه بكل حرية وبكل جرأة عما يدور في خلد نفسه.
وبالأمس دار حديث مع أحد المقيمين العرب المدافعين عن التجنيس بأن الصحافة المحلية تشجّع على بث العنصرية لمن تجنس حديثا داخل المجتمع البحريني وذلك عبر استخدام المصطلحات التي تميزهم عن أهل البلد من النسيج البحريني المعروف.
ونوّه أحدهم وهو واحد من الكثيرين الذين لا يعلنون عن اكتسابهم للجنسية البحرينية أو يتحفظون على نشر الأمر لعلمهم بأن ردة الفعل البحرينية لن تكون مرضية، على عكس من اكتسبها من الجنسيات الآسيوية المختلفة، معلقا أنه لا عيب في التجنيس والرفض معناه عنصرية.
وبدوري سألته كما سألت غيره في مرات سابقة، كيف يحق لنا هضم هذه الحقيقة المرة التي لا تتعلق بهويتنا فقط ولكن في المنافسة على الأرزاق والمكتسبات المدنية التي من المفترض أن توفرها الدولة إزاء المواطن الذي مل الوعود وأيضا مل الانتظار والآن عليه أن يتصرف بعقلانية إزاء أخذ حقوقه من دون أن يقول رأيه ويعترض على هذا التجنيس العشوائي.
نظرت إليه كما نظرت إلى غيره وسألته عما إذا كانت حكومة بلده التي ولد وترعرع فيها تسمح بإعطائي وإكسابي جنسيتها بطريقة البحرين نفسها في حال قدمت إليها هكذا أو مكثت فيها فترة من الزمن... صمت من دون أن يعلق مغيرا الموضوع على أن البحريني وصحافته أصبحت عنصرية!
لا توجد دولة خليجية ولا عربية تقوم بعمليات تجنيس عدا البحرين، لذلك فإن إخواننا «البحرينيين الجدد» يفقهون بل ويعلمون ذلك تماما أن حكومات دولهم ترفض هذا المبدأ ولا تقوم به لتقدم جوازاتها عطايا للبحريني إن أراد.
فلم نسمع عن ذلك من قبل ولن يحدث في المستقبل القريب ولا البعيد على اعتبار أن لكل بلد خصوصيته وظروفه مهما كانت، إلا عندنا هنا في وطننا الأم البحرين فإن الألم يعتصرنا من وطأة هذه المشكلة حتى أصبح كل من هب ودب بحرينيا في لمح البصر وفي فوضى واضحة تثير القلق.
ثم لماذا علينا أن نتقبل الأمر بروح رياضية؟ بينما نجد أنه لو كنا في موقع من تجنس في بلده فلن نصبح من أهل البلد بل بالعكس نعاب على كوننا خليجيين، مبذرين، أغبياء، جهلة، لا يحق لنا أن نعيش بالرفاهية التي ننعم بها من ثروة النفط... وهي نظرة عنصرية ماثلة في مجتمعات من تجنس ووطأت قدماه أرض البحرين. لهذا فإنهم عندما يحصلون على الجواز الأحمر ويرون المزايا التي لا يحصدونها في بلدانهم فإنهم بكل تأكيد يؤيدون التجنيس ويصفون أهل النسيج البحريني المعروف بالعنصرية.
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 1978 - الإثنين 04 فبراير 2008م الموافق 26 محرم 1429هـ