لا يختلف حالنا كثيرا عن لبنان الذي يعاني من إرجاء انتخاب رئيس له للمرة 11، فها نحن نكرر السيناريو ذاته ولكن مع مبلغ الـ40 مليون دينار الذي خصص لمواجهة الغلاء، فبعد اجتماعات برلمانية ووزارية مطوّلة والتصريحات من هنا وهناك، لم يخرج المواطن سوى بجيوب فارغة وبطون جائعة.
عندما فكّرنا في توزيع بونس على الموظفين، سبقتنا دولة الكويت بمنح كلّ مواطن 200 دينار، وعندما بادرنا لاتخاذ خطوات للتخفيف من حدة الغلاء على البحريني، كان للمملكة العربية السعودية السبق، بينما نحن نتجادل ونتناقش ولم نبارح موقعنا قيد أنملة.
لو لم تخصص الـ40 مليونا، لكان الوضع أقل تأثيرا على قلب المواطن من أنْ نعشمه بالنعيم فلا يرى منه شيئا، فيكفيه أنّ لديه أفواها تنتظر مَنْ يطعمها، وأولادا في المدارس والجامعات بحاجة إلى المال؛ لتغطية كلفة الدراسة والبحوث والواجبات والملبس وغيرها.
فكرة اقتطاع جزء من الموازنة المذكورة لمساعدة الإخوة الأعزاء في غزّة الذين يواجهون أصعب الظروف، زادت البحرينيين عذابا يُضاف إلى عذاب تأجيل توزيع المبلغ على مستحقيه، فمن الأولى أنْ نحتوي المشكلة التي نعاني منها وبعد ذلك نخفف جراحات نظرائنا في الدين، فكيف لمن يحتاج الإعانة أنْ يعين الآخرينَ؟
نحتاج إلى وضع جدولة زمنية لتسريح هذه الموازنة، فالتأجيل تلو التأجيل يخلق حالة إحباط عام، تؤثر على المواطن في عمله وبيته وحياته.
إقرأ أيضا لـ "أحمد الصفار"العدد 1977 - الأحد 03 فبراير 2008م الموافق 25 محرم 1429هـ