يتمتع البحرينيون مقارنة بباقي أبناء المنطقة الخليجية بطيبتهم وانفتاحهم المشهود عليه عبر الزمن من الجميع بمَنْ فيهم أبناء دول الخليج والدليل على ذلك استقبال البحريني للغريب الوافد الذي يشاركه حتى أفراحه وأحزانه من دون تحفظ بعكس ما نراه في سائر مجتمعات دول الخليج التي من الصعب أنْ تدخل دائرتها الاجتماعية وافدة أو وافدا بما في ذلك البحريني الذي يعيش مغتربا لسنوات في دول الخليج.
إذ من النادر أنْ يجد طريقا لكسر هذا الحاجز الاجتماعي في تلك الدول التي لا تفضل الغرباء حتى لو كانوا أصدقاء دخول محيطها العائلي والاجتماعي إلاّ في استثناءات خاصة.
وبالتالي فإنّ المجتمع البحريني بنسيجه الاجتماعي المعروف الذي جاء ذكره في مقال سابق منفتح على الثقافات الأخرى, هو أمر راجع إلى طبيعته منذ آلاف السنين وليس نتاج أو وليد الدولة الحديثة والنهضة التنموية التي شهدتها البحرين منذ الاستقلال وحتى اليوم.
هذا الأمر غير معروف لمن تجنّس حديثا وهو أنّ الطيبة والانفتاح هي من سمات وصفات الإنسان البحريني الأصيل أيا كان عرقه واثنيته وطائفته.
فالعوائل والأسر البحرينية معروفة بينما الدخيلة فهي دخيلة كما هي عاداتها وثقافتها, وليس أهل البحرين, المنامي, المحرقي, الكربابادي, الرفاعي, الديري وغيره ممن يبحث عن المكائد ويريد شرا بل ويذهب نحو مخططات للقضاء على مجتمعه الذي عرف بسلمه منذ العهد الدلموني وحتى الآنَ.
ويكفي أنّ البحريني واعٍ لهؤلاء الدخلاء الذين فرضوا أنفسهم بالغصب والانتهازية على أنهم بحرينيون عبر حمل الجواز الأحمر... واذ أردنا أن ننبش التاريخ فسنجد أنّ التاريخ لا يكذب فأقدم القبائل العربية في البحرين هي «ربيعية» وتنتمي إلى بكر بن وائل التي يوجد جذورها في قرية «دار كليب» وكانُوا في الجاهلية من الوثنيين وجزءا منهم في قريتي «الدير» و»سماهيج» ممن كانوا من النصرانية (المسيحية)، بالإضافة إلى أنّ أقدم قرى البحرين من حيث التاريخ الذي يرجع إلى العصور الدلمونية هي: «سار» و»باربار» و»بوري». فأسماء هذه القرى لها دلالات تاريخية كبيرة لا يمكن شطبها أو تحريفها هكذا.
مَنْ يحيك المكائد هو الإنسان الذي لا يشعر بالانتماء إلى مجتمع جزيرة البحرين التعددي, ويخلط الحابل بالنابل في ذكر وترديد كلام عن مخططات ضد البحرين وشعوب المنطقة واهما نفسه أنّ ذلك هو الصح وأنّ أهل البحرين المعروفين على خطأ وهو ما يعبّر عن قلّة الوعي والاطلاع بل وحتى الثقافة المتدنية والأخطاء اللغوية الكثيرة من قواعد وإملاء التي تصاحب الرد المكتوب من بعض الردود التي تصف نفسها بحرينية وعربية الهوية على رغم أنها لا مقدرة لها على كتابة جملة واحدة مفيدة بالعربية من دون أخطاء... هؤلاء نصبوا أنفسهم حماة العروبة من الهجمات التي نسجها خيال من يريد هدم النسيج البحريني المعروف في كلام يثير الضحك أكثر من الغضب... فشر البلية ما يضحك.
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 1976 - السبت 02 فبراير 2008م الموافق 24 محرم 1429هـ