الحديث هذه الايام مع أي أحد أو هو النقاش ان صح التعبير يُعتبر نقاشا شبه بيزنطي، فجميع الافكار والآراء المطروحة تكون متناقضة بين المتناقشين بين أقصى اليمين وأقصى الشمال... بين حمائم وبين صقور!!
لو كنت جالسا مع نفر قليل سيان لو أنك جلست مع نفر أكثر... الافكار المطروحة (تقريبا) لا يوجد بها عامل مشترك تقريبا، جهة ترى الظلم وصل الى مرحلة عادية ويمكن له أن يتأقلم معها ... باختصار لا مشكلة عنده إن وقع الظلم عليه أو هو وقع على الظلم!! آخرون يرون نفس هذه (الظلم) هي بمثابة مظلومية لا يمكن السكوت والتهاون عليها.
طريقة التعامل معها أيضا ستختلف بين الاول والثاني ... الاول يتعامل معها بانسجام غير ان الثاني لا يمكن له أن يشم لها حتى رائحة ولو من بعيد.
هي ـ على ما أعتقد ـ النظرية النسبية التي تجعل كل فرد منا يراها بمنظور وأبعاد مختلفة عن الآخر ... أحدهم يراها بعدسة ضيقة ويبني عليها، آخرون يرونها بعدسة أكبر وأرحب ويتعاملون معها، فهل يا ترى يتشابه الاثنان في ردود أفعالهم وكيفية تعاطيهم مع الحدث؟
لا أعتقد (أحيانا) بأن الروية والصبر والحكمة تصلح في جميع الاحيان الى حل الامور!! بيد أن الطرق الاخرى أحيانا أجدى في التعامل مع هذه الامور التي لو ظل حالها لساءت أكثر وانتشرت أسرع.
فمصطلح الطاسة مقلوبة هو الانسب هذه الايام، فلا أنت تستطيع أن تعرف هل أنك (أنت) من الجماعة إللي يطالعون ويقيسون الامور بعدسة ضيقة أو أنت من إياهم إللي تنظر لها بعدسة أكبر وأرحب ... وبناء عليها تتصرف وتتفاعل.
الامور متشابكة ... والبوصلة ضايعة ... والفتاوي زايده .... والمثل يقول «كل واحد في راسه جني» ولا تدري هل أنت مُفر أو مُكر ... والله يستر!!
إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"العدد 1975 - الجمعة 01 فبراير 2008م الموافق 23 محرم 1429هـ