في البرنامج الهوليودي الأسبوعي فضائح الفنانين على «mbc4» تعرضت الحلقة لأكثر الفنانين فضائح في العام الماضي وكانت من أشدهم مرارة ومدعاة للشفقة المُغنية الشهيرة «ويتني هيوستن» أشهر المطربات في حقبة التسعينات وصاحبة أعلى مبيعات لموسيقى البوب منذ منتصف الثمانينات، التي ألقت بنفسها في مستنقع الإدمان بعد صدمتها العاطفية القاسية من زوجها مُغني الراب، وبدت أمام الكاميرا التي تتصيد المشاهير بلا رحمة وهي تسير مترنحة بسبب إدمانها المخدرات، لتضيع كل النجاحات الصاعقة التي حققتها على مدار سنوات دفعة واحدة، حين أقدمت أخت زوجها على نشر صور إدمانها على الملأ مُدافعة عن نفسها بأن ذلك من منطلق الحب تجاه ويتني التي انتهت «لكننا لا نريد أن نفقدها أكثر من ذلك» كما تقول.

بداية النهاية

رقة مشاعر هيوستن ورومانسيتها المفرطة جعلاها تدفع ثمنا فادحا من كفاحها ونجاحها وصورتها أمام الجماهير حين خفق قلبها بالحب تجاه نجم الراب «بوبي براون» وقد كان زواجهما محط استغراب الكثيرين الذين اعتبروه زواج أضداد بين مغنية البوب الوديعة وبين مغني الراب سيئ السمعة.

تزوجت هيوستن براون العام 1992 العام نفسه الذي حققت فيه أغنيتها «سأظل أحبك» (I Will Always Love You) نجاحا أسطوريا بعد ثلاث سنوات من لقائهما الأول العام 1989 حين احتلت المركز الأول في مبيعات الموسيقى على جانبي المحيط الأطلنطي، وبيع تسعة عشر مليون نسخة من ألبومها الأول «ويتني».

وتحققت مخاوف الكثيرين إذ سرعان ما دخل براون السجن بسبب قيادته مخمورا في العام 1998، لتتابع أخبار الزوجين على صفحات الجرائد، ثم بعدها بعامين دخلت الزوجة المستشفى بسبب نزيف في أنفها المكسور من دون ذكر الفاعل، وفي العام نفسه أوقفت في مطار هاواي بسبب المخدرات التي تحملها.

ونشرت الصحف تقارير حول التعدي الجسدي بين الزوجين، التي أكدتها هيوستن العام 2003 حينما اعترفت أمام المحكمة بأن براون يضربها، لكنها عادت وسامحته لأنه والد ابنها ووفاء للمشاعر التي جمعتهما فأخلي سراحه، ومن حينها وهي تتردد على مصحات مكافحة الإدمان، آخرها كانت في جزر الكاريبي، التي علمت بأن زوجها يخونها في أحد فنادقها مع نادلة، لتخرج هيوستن من المصحة تجول في شوارع المدينة على غير هدى، عيناها غائرتان وشعرها منسدل في غير تصفيف وبملابسها المنزلية، كأنها تخرج من كهف في عهد غابر.

وكانت « تينا براون» أخت زوج هيوستن هي التي تتحدث في الحلقة بعد أن نشرت لها صورا تفضح الحالة المتردية التي آلت إليها، فأعقاب السجائر مُبعثرة بشكل مُقزز في كل مكان، وغليون خاص لتدخين الكوكايين، إلى جوار عبوات خمور فارغة، وأدوات تعاطي المخدر، وهي متناثرة حول بركة صغيرة في الحمام الرخامي لا تستخدمها المغنية السمراء إلا لإطلاق سحب الدخان الأزرق.

وقالت تينا براون إنها حَذرت هيوستن مرات عدة إذا لم تكف عن إيذاء نفسها فستنشر صورها وحين لم تستجب هيوستن نفذت تهديدها حبا فيها، قالت بهدوء واقتناع: «آمل في أن تكون صدمة تفيق عليها هيوستن تساعدها في التغلب على إدمانها، فويتني لا تريد الخروج من هذا المستنقع، كل يوم يمر علينا نكون في رعب من احتمال فقدانها بسبب جرعة زائدة خاصة. وقد بدأت تدخل في حالات هذيان وهلوسات وتخيلات. وتُضيف براون مُدافعة عن نفسها: أنا افعل ذلك من أجل ابنها الذي يحتاج إليها وهي لا تكف عن مناداته أثناء نوبات غيابها تحت تأثير المخدر، إذ تأخذ في النظر إلى الأرض وتنادي اسمه، وتقول انظري إلى الشيطان إنه يحاول إيذاء ابني. إنها تمضي أسابيع في وكرها تحدق في الفراغ عبر حفرة صنعتها في الجدار لترى أي دخيل يحاول الوصول إلى ابنها».

هل تعود؟

هكذا انتهى الحال بأسطورة الرومانسية ودفء المشاعر، وقد تحولت حياتها إلى كابوس ومنزلها الرخامي الذي رأيناه استحال إلى مزبلة، أين ضاعت صاحبة أدفى صوت وأجمل مشاعر؟ صاحبة كلمات «أحبك دوما» التي سجلت أعلى أرقام المبيعات حاصدة إحدى الجوائز العالمية، هيوستن الحالية بقايا إنسانة مُدمرة تماما، ربما كان لعاطفتها الشديدة دور غير قليل في أن يكون انهيارها داويا بهذا الشكل، لكنه أيضا... الفراغ الروحي وعدم امتلاء القلب بالله ومعرفة عقيدة الرضا بالقدر ساهم كثيرا في استسلامها لوحش المخدرات بهذا الشكل المأسوي والدرامي الذي لا ننكر حزننا وأسفنا معه... عليها، لكن يبقى سؤال جارح، تُرى... بعد كل ما رآه جمهور هيوستن من الحال التي آلت إليها إذ عُرضت تلك الحلقة في جميع القنوات وتمت إعادتها ثلاث مرات خلال يومين فقط، أقول هل سيظل جمهورها يهتف كما السابق: سنظل نحبك يا ويتني؟