العدد 1975 - الجمعة 01 فبراير 2008م الموافق 23 محرم 1429هـ

«ستار أكاديمي» موسم خامس لا يفتقر للجدل...هوس بالمشاركين يخلق المشكلات داخل العائلات

عشرات البرامج الجديدة في مختلف المجالات ولمختلف الأهداف تعرض على شاشات الفضائيات العربية، وشبابنا يتبارى ويتسابق طيلة النهار عبر هذه البرامج، فمنهم من يتنافسون في المعلومات، ومنهم من يتبارى في الرقص، والغناء والشعر والقدرات البدنية الرياضية... إلا أن المنافسة اليوم قد يكون موضوعها «سوبر تفاهة» أو «سوبر سطحية»، وكأن الجميع اليوم يرغب في أن يكون سوبرا.

مع انطلاقة موسم جديد من برنامج تلفزيون الواقع الشهير «ستار أكاديمي» تعود التساؤلات لتطرح على الساحة مرة أخرى، إلى أين ستصل موجد المد التتفيهي للبرامج، لم يتم استهلاك عقول الشباب والمشاهدين بهذه الطريقة السطحية الغبية كل عام؟، وهل المتاجرة بصورة مجتمعنا بين المجتمعات صارت رخيصة إلى هذا الحد؟؟

تقول ندى (22 عاما): «قد يكون برنامج مثل ستار أكاديمي من بين أكثر البرامج شعبية لأنه يجمع ما بين الغناء و الاستعراض والمنافسة ويقدم الكثير من التسلية لنا، مما يجعل الكثير منا يرغب في متابعته والتفاعل معه، إلا أن ما يحصل في المنزل الذي يجتمعون فيه قد يكون غير مقبول في كثير من الأحيان»، وترى ندى أن الشبان المشاركين أصبحوا في كثير من الأحيان يبالغون في استعراض شخصياتهم بطريقة سطحية للفت النظر، معتقدين أنهم بهذه الطريقة سيستقطبون عدد أكبر من المصوتين، وتتوقع ندى أن يتم إيقاف هذا البرنامج قريبا، ربما ليس في هذا الموسم، إنما في المواسم القادمة، وتقول: «قد يتم إيقافه، إلا أن السبب لن تكون المشاكل التي تحصل نتيجة لهذا البرنامج، إنما لأن الناس ستمل من متابعة أناس يتصرفون في كثير من الأحيان بطريقة غبية، وطفولية جدا».

أم ماجد (43 عاما) لديها ابنة تبلغ 15 سنة مهووسة بالبرنامج على حد تعبيرها، فهي تتابعه من سنتين أي أنها تابعت موسمين سابقين، تقول أم ماجد: «أعرف أن البعض قد يستغرب قولي اني لا استطيع منعها بشكل فعلي، فعلى رغم من أني منعتها عدت مرات في السابق من مشاهدتهم على التلفاز، حتى أننا قمنا بتشفير المحطة التي يتم البث الحي عليها، إلا أني اكتشفت فيما بعد أن القناة التي ترعى البرنامج أساسا تقوم ببث برنامج يومي عنهم، كما أن مواقع الإنترنيت التي تتحدث عنهم عددها يفوق الإحصاء، حاولت منعها من عدت وسائل قد تتابعهم وتتفاعل فيها مع البرنامج، إلا أن المسألة تسببت في عدت مرات بمشاكل بيني وبينها، فهي تقول ان جميع أصدقائها يتابعون، وهي بالنتيجة تتابع بطريقة أو بأخرى، فإذا ما زارت إحدى صديقاتها سيتوفر لها الجو للمشاهدة، بالنتيجة كان لابد من أن أسمح لها ولو على مضض أن تتابع هذا العام في المنزل لبعض الوقت يوميا، لعلي أراقب على الأقل أي مستوى تشاهد ابنتي»، ولا تنسى أم ماجد أن تخبرنا أن غرفة ابنتها مليئة بصور للمتسابقين من عدت مواسم، وعلى الرغم من أنها نزعتها في إحدى المرات إلا أنها اكتشفت أن باب الخزانة من الداخل يستطيع أن يحمل هذه الصور أيضا، فاستسلمت للأمر في النهاية.

يعلق ماجد (23عاما) على كلام أمه فيقول: «لا أعتقد أن المسألة تستحق كل هذا، فالكثيرون اليوم يتابعون هذه البرامج، وتأثيرها لا يتعدى كوننا نتفرج عليها، فحتى لو أننا أردنا أن نتأثر بأشكالهم وملابسهم مثلا، لن نستطيع ذلك لأن مجتمعنا لن يقبل بأي شكل من الأشكال، حتى إن حاولنا أن نرتدي مثلهم، سيكون منظر الشخص مضحك أمام الجيران وهو خارج من البيت». ماجد لا يعتبر نفسه من المتابعين للبرنامج، إلا أنه لا ينفي أنه يحب أن يشاهد عرض يوم الجمعة مع اخوته في حال كان الجو مناسبا على حد تعبيره.

وللمصداقية، فإننا لو استطلعنا عشرة أو عشرين من الأشخاص حول هذا الموضوع، فإننا لن نحصل إلا على إجابات تشجب وستنكر، أو تأيد لكن على حياء، فما وصلت إليه الأمور في هذا البرنامج، أو حتى في جملة من البرامج التي تعرض الآن تجاوز الحدود بكثير، فهي لا تتعدى على التقاليد والعادات فقط، بل إنه بات تستخف بعقول المشاهدين بتصرفات يستغرب المتابع أسباب دفع هذه التكاليف المهولة لبثها عبر الفضاء.

وإن كان خيال هوليود في أفلامها حقيقيا في مسألة التقاط مجرات أخرى لبثنا الفضائي، فيتعرف علينا الفضائيون من خلال هذه البرامج، فعلى الأغلب أنهم يضحكون علينا الآن.

العدد 1975 - الجمعة 01 فبراير 2008م الموافق 23 محرم 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً