«التغيير في السلوك ينبغي أن يأتي من قطاع الأعمال على قدم المساواة مع ذلك الذي سيتم في الحكومة في دول مجلس التعاون. فالتعليم يتطلب منكم: الإقدام، والمهارات، والصبر، فالتعليم هوالتحدي الذي سيحدد ما إذا كان هذا الجيل من قيادات الأعمال قادرا على بناء مجتمعات عظيمة بقدر ما هو قادر على تأسيس شركات عظيمة».
بهذا الخطاب الصريح والجريء أنهى كيثتو دوبوير (Kito de Boer) أحد خبراء شركة مكنزي للاستشارات كلمته التي ألقاها في دبي في فندق برج العرب يوم الأحد الماضي 27 يناير/ كانون الثاني 2007 في الاجتماع الذي دعت إليه شركة «مايكروسوفت» مجموعة مختارة من شركائها بمناسبة زيارة رئيس مايكروسوفت بيل غيتس لدولة اتحاد الإمارات.
ويبدو أن هناك شبه اتفاق بين ما ذهب إليه كيتو وما يدعو إليه غيتس الذي أكد في حديث إلى برنامج «أسواق الشرق الأوسط CNN» - أثناء مشاركته في منتدى دافوس وقبل وصوله إلى دبي بيوم واحد فقط - ضرورة «تحسين المستويات العلمية في المنطقة وتطوير التعليم التكنولوجي لحل أزمة البطالة التي تصيب الفئات الشابة في المجتمع»، وقال إن شركته تحاول العمل مع الحكومات في هذا الإطار، وأنها «توظف 1230 شخصا في الشرق الأوسط، وإن التكنولوجيا قد تكون عاملا أساسيّا لزيادة النمو». وأكد بيل غيتس أهمية التعليم في عملية التغيير الإيجابي، والدور الحيوي الذي تلعبه الشراكة بين القطاعين العام والخاص من جهة، وتقنية المعلومات والاتصالات من جهة ثانية، في إيجاد اقتصاد قوي وحيوي في المنطقة العربية».
وعزز غيتس إيمانه بأهمية التعليم لشباب الخليج عندما أعلن في أبوظبي (توجه إليها بعد حضور ملتقى دبي) توقيع اتفاقية شراكة بين «مايكروسوفت» و»مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم لتشجيع الأبحاث وتطوير المحتوى المعرفي في العالم العربي»، مشيرا إلى التزام مايكروسوفت لخمس سنوات جديدة أخرى ببرنامج «شركاء في التعليم».
وكانت مايكروسوفت، أعلنت تمديد برنامج «الشركاء في التعليم»، لخمس سنوات أخرى حتى العام 2013، لتطوير مهارات استخدام الكمبيوتر في العمليات التعليمية، في نحو 101 دولة.
وقال غيتس، إن مايكروسوفت تسعى من خلال هذا البرنامج، «إلى تعزيز قدرة البرامج الإلكترونية على توفير تجارب تعليمية تساهم في إزالة الحدود، وصناعة الفرص، والتقريب بين المعلمين والطلبة، في المؤسسات المشاركة في البرنامج».
وجاء إعلان مايكروسوفت تمديد البرنامج، الذي تم إطلاقه في العام 2003، خلال منتدى القيادات الحكومية العربية، الذي تعقده الشركة في العاصمة الإماراتية (أبوظبي)، والذي استمر ليومين، بمشاركة أكثر من 250 مسئولا حكوميّا من مختلف الدول العربية.
ويعمل برنامج «الشركاء في التعليم»، منذ مرحلته الأولى، على توفير خدماته لما يزيد على 90 مليون طالب ومعلم ومسئول تعليمي، ضمن مبادرة تعليمية رئيسية منبثقة عن مبادرة «مؤهلات غير محدودة «Microsoft Unlimited Potential، الذي تلتزم الشركة من خلاله بتوفير فرص اجتماعية وتعليمية لشعوب تلك الدول.
وقال بيل غيتس: «تؤمن مايكروسوفت بأهمية التعليم، وبأن الاستثمار في التعليم يعتبر أفضل وسيلة لمساعدة الشباب على تحقيق طموحاتهم»، مشيرا إلى أن برنامج «الشركاء في التعليم» يُعد أحد وسائل التعاون بين الشركة والحكومات والمدارس حول العالم، «لمساعدة المعلمين على استخدام التكنولوجيا داخل الصفوف الدراسية، لتشجيع الطلاب على التعلم، وربطه بالتطورات التي يشهدها القرن العشرين».
هذه الأهمية التي يحتلها التعليم والتي طغت على تصريحات غيتس في جولته الإماراتية، يمهد لها كيتو عندما يحذر - في حديثه المشار إليه أعلاه - من أنه «خلال السنوات الـ 15 المقبلة سيبلغ دخل الفرد بالنسبة إلى الدخل الوطني العام في منطقة الخليج نظيره الألماني، لكن الأداء الأكاديمي لن يتجاوز ذلك المتوافر في دولة مثل غانا. ومن ثم فالأموال لن تأخذ الخليج إلى حيث يريده له قادة الأعمال أن يصل».
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 1974 - الخميس 31 يناير 2008م الموافق 22 محرم 1429هـ