خارج حدود نص التزاحم بين وزارة الإعلام وقطاع الثقافة على فصل القطاع أو تثبيته، يقف المبدعون البحرينيون فرادى يتلقفهم «التهميش» تارة، و «الإقصاء» تارة أخرى.
يجيد - على ما يبدو - كلا الطرفين (الوزير/ الوكيلة) جمع المتعاطفين من جهة، وتحييد المناوئين خوف أن يعلنوا حربا عشواءَ من دون رحمة من جهة أخرى. وخلاف إن كليهما معا يمسك بخطاب «منطقي» و «محكم» حتى تخالهما معا على حق، لا تستطيع في خضم هذا الألق اليومي في الصحافة اليومية أن ترمي بنرد المهمشين والمقصيين عنوة عن مشهد الثقافة. هكذا يلبس قاسم حداد أو عبدالله السعداوي - مثلا - أوشحة الفراغ والأشباح الميتة في معركة كان من المفترض أن يكونا محورها الرئيسي لا نكراتها.
سأقول نعم لمي، إن كان القطاع مفصولا عن «الإعلام»، إذا كان سيعطي المثقف البحريني حقه وتكريمه اللذين يستحقهما، إن كان سيفرغ القطاع صعلوك المسرح عبدالله السعداوي أو سيقيم تمثالا أو مسابقة عربية للشعر باسم الشاعر الكبير قاسم حداد، وخلاف ذلك، لا يهمني أن يفصل القطاع ليصعد على منصة الثقافة بحرية «بيتر»، «نيكول»، أو «فرانسيس» حديثا.
وسأقول نعم، لبوكمال، إن كان القطاع متصلا بـ «الإعلام» سيتكرم على المثقف البحريني بحقوقه إذ لايزال يمتهن «الشحاته» على الأبواب. وخلاف ذلك، لا يهمني أن يبقى القطاع متصلا بـ «الإعلام» أو أن يذهب إلى الجحيم.
خارج نص المعركة يقف المثقف لا داخلها. صراع على السلطات وتوقيع أوذونات الصرف لا صراعا على المثقف البحريني الذي يبدو خارج كل هذه المعمعة. وحتى يكون المثقف مركز الصراع لا أرجوزاتها، على المثقفين أن يتركوا كراسيهم خاوية. فهذا الصراع كله لا يعنيهم في شيء.
إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"العدد 1973 - الأربعاء 30 يناير 2008م الموافق 21 محرم 1429هـ