العدد 1973 - الأربعاء 30 يناير 2008م الموافق 21 محرم 1429هـ

شخصية مثيرة للجدل في حياته حتى بعد موته

بيلي توماس... الحنطة السوداء

قدم واحدة من أكثر الشخصيات إثارة للجدل على مدى عقود، لتضمنها ما اعتبر فيما بعد إشارات عنصرية مهينة للسود. كانت تلك شخصية باك ويت (الحنطة السوداء)، إحدى الشخصيات الطفولية في سلسلة أفلام «عصابتنا» (Our Gang) التي قدمت في الثلاثينيات وحققت شهرة واسعة آنذاك.

اسمه الحقيقي ويليام توماس الابن، وهو أحد النجوم الأميركيين الأطفال، تعود شهرته لتجسيده شخصية «الحنطة السوداء» إحدى شخصيات سلسلة أفلام الثلاثينيات الشهيرة (عصابتنا) وتحديدا في فيلم Little Rascals الذي ينتمي للسلسلة، وبدأ ظهوره منذ العام 1934 واستمر حتى نهاية السلسلة العام 1944. ولد في 12 مارس/ آذار 1931 في لوس انجليس بكاليفورنيا، وتوفي في 10 أكتوبر/ تشرين الأول 1980 عن عمر ناهز 49 عاما في مسقط رأسه أيضا بلوس انجليس، جراء اصابته بسكتة قلبية.

وعلى رغم الضجة التي أثيرت في سنوات لاحقة بسبب الشخصية التي تسببت في شهرته، لتقديمها صورة نمطية لشخصية الأطفال «الزنوج» Pickaninny، فإن توماس كان دائم الدفاع عن شخصيته تلك، إذ كان غالبا ما يرد بالقول إن شخصية باك ويت وباقي الشخصيات السوداء في السلسلة كانت تتناول الكيفية التي يتحول فيها باك ويت إلى مكتشف ذكي يخترع عددا من الآلات الذكية لعصابة الأطفال.

بعد أن توقفت السلسلة في العام 1944، لعب توماس بعض الأدوار الصغيرة في أفلام أخرى، لكنه سرعان ما ترك عالم صناعة الأفلام. وحين أصبح راشدا عمل فني أفلام مع شركة «تكني كولور» الشهيرة.

بعد ثلاثة أعوام من وفاته، قام الممثل الشهير ايدي ميرفي بتقديم شخصيته بشكل ساخر في عرضه الشهير Saturday Night Live وذلك في مشهد يتم تصوير باك ويت فيه هدفا لعملية اغتيال. أما قاتله وهو جون ديفيد ستاتس (الذي يلعب دوره ميرفي أيضا)، فيتم اغتياله في مشهد لاحق بطريقة تشبه تلك التي اغتيل فيها لي هارفي اوزوالد من قبل جاك روبي. كان المقصود هو التهكم والسخرية على التغطية الإعلامية الواسعة لحادث اغتيال جون ليمون الذي كان حدث للتو حينها وكذلك لمحاولة اغتيال رونالد ريغان. حجم الاهتمام المبالغ فيه الذي أعطي للقتلة حينها هو ما كان يقصد التهكم عليه.

أثار مشهد ميرفي استياء ابن باك ويت الحقيقي، ويليام توماس الابن، الذي اعترض بشدة على تصوير ميرفي المبالغ فيه لشخصية باك ويت، بحيث قدمه راشدا، لكنه على رغم ذلك لايزال يحتفظ بشعره المشعث ولسانه غير الفصيح. قدم ميرفي عروضا ساخرة أخرى، منها محاولة قتل الفالفا (شخصية أخرى من شخصيات السلسلة نفسها قدمها الطفل النجم كارل سويتزر).

العام 1990 قامت شبكة ABC في برنامجها «مجلة الأخبار 20/20 بتقديم بث مباشر لفقرة يفهم منها أنها مقابلة مع باك ويت، الذي تحول الى صاحب بقالة يتلقى أجرا قليلا في أريزونا، لكن المقابلة كانت في الواقع مع رجل يدعى بيل انغليش، الذي يكسب رزقه من زعمه بأنه باك ويت الراشد. بعد اسبوع من بث الحلقة، علم فريق عمل البرنامج بخطئهم ذاك وذلك حين قام جورج ماك فارلاند (سبانكي) بالاتصال مباشرة بالشبكة بعد البث، ولكن باك ويت الحقيقي كان ميتا منذ 10 أعوام. اعترفت الشبكة بخطئها على الهواء مباشرة، واستقال منتج البرنامج كما قام ويليام توماس، ابن بيلي توماس برفع قضية اهمال على الشبكة.

في انتخابات 17 نوفمبر/ تشرين الثاني العام 2007، أطلقت ممثلة ولاية لويزيانا في البرلمان كارلا دارتيز، وهي المنتمية للحزب الديمقراطي، تعليقا على أحد المتطوعين في حملتها، حين نعتته باسم باك ويت. تسبب ذلك في إغضاب التجمع الوطني لتطوير الملونين، وقرر قادته سحب دعم التجمع لها، ونقله الى خصمها الجمهوري.

العدد 1973 - الأربعاء 30 يناير 2008م الموافق 21 محرم 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً