العدد 1973 - الأربعاء 30 يناير 2008م الموافق 21 محرم 1429هـ

عيون البحرينيين وعدساتهم على الصين

قدم المشاركون البحرينيون في مؤتمر المنظمة العالمية للتصوير الفوتوغرافي (فياب) الذي أقيم في الصين، تشكيلة من حصاد صورهم التي التقطتها عدساتهم خلال مشاركتهم في أعمال المؤتمر ضمن معرض أقيم على شرف سفير جمهورية الصين الشعبية لي زيغو، ورعاية وكيل وزارة الداخلية لشئون الجنسية والجوازات والإقامة الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة في مجمع السيف خلال الأسبوع الجاري.

ولا شك بأن ما أجمع عليه المصورون المشاركون في المعرض هو أن الرحلة تميزت بدقة التنظيم الذي وفرته الدولة المضيفة، والبرنامج المتميز الذي حظي به المصورون من كل الدول المشاركة، ومدى روعة المناظر الطبيعية التي عمد منظمو المؤتمر على تضمين زيارتها في البرنامج المصاحب لأعمال المؤتمر الذي يقام كل سنتين.

المصور علي كاظم وجد أن مؤتمر الصين من المؤتمرات المتميزة، عازيا ذلك إلى التنظيم غير الاعتيادي، واصفا بالقول «البلد غير عادي والتنظيم غير عادي، والمنظمون كانوا يريدون إبهار الزوار، فأخذونا لأجمل مناطق الصين، وهذا البلد غني بالحضارة والفن، إذ تفاجئنا بكل ما هو حولنا، وبالخصوص أسلوب التعامل لدى أهل الصين، الذين كانوا متميزين بالرقي والانفتاح، بخلاف باقي دول شرق آسيا، فقد كان الصينيين متأقلمين مع ثورة العصر الحديث».

كاظم عبر عن انطباعاته تجاه الصين بالقول «أنا مغرم بالصين، لأن حضارتهم تعود لنحو 7 آلاف عام، وهي ممتدة حتى اليوم، فالأدوية - على سبيل المثال – التي كانت تستخدم في الماضي لا تزال حاضرة حتى اليوم في تقاليد هذا الشعب، وهذا ما شدني من تمسكهم بالتقاليد»، مضيفا «لم أجد بلدا يحافظ على البيئة بهذا القدر من الدقة مثل الصين، إذ كانت لي زيارات إلى دول أوروبية وأميركا في السابق، إلا أن الصين تميزت بالعديد من المناطق الجميلة، فقد أعطاهم الله مناطق فيها طبيعة لم ترها عين الإنسان، كل ما فيها بحيرات شديدة النقاء».

وشارك علي كاظم في رؤيته المصور شفيق خلف، الذي أكد أن الدولة المضيفة تتعمد اختيار أجمل ما فيها من معالم، وما تحب إظهاره للعالم، معلقا حول زيارتهم لمنطقة جندو بالقول انها «مدينة ضخمة، وأعداد الأشخاص فيها بالملايين، وهي المدينة التي من المفترض أن تستضيف الأولومبياد القادمة، وهي منطقة حديثة التهيئة لاستضافة هذا الحدث، وتتميز بكونها جميلة، وتفتح لأول مرة للسياحة، لذلك عمدت الصين على إقامة المؤتمر فيها من أجل إشهارها»، مضيفا «تم أخذنا لمنطقة تسمى جوزاهي بارادايس، وهي منطقة باردة جدا، ومرتفعة عن سطح الأرض، تقع على جبال، مغطاة بالغابات، وفيها أنهار ذات مياه نقية جدا، وهي في مجملها خليط طبيعي غير اعتيادي، وبالخصوص المياه، فحتى البحيرات في قعرها كريستال، يعكس ألوان غير طبيعية للماء، وكأنما الناظر يشاهد أحجارا كريمة تتلألأ بعدة ألوان». خلف مبديا إعجابه بالتنظيم الشديد عبر بالقول «المنطقة بكاملها محظور فيها التدخين، وهناك ممرات تقود الزائر في الأرجاء، مع وجود حماية، حتى يتمكن الزائر من العيش في وسط الشلال ووسط الأشجار بطريقة جميلة، وهذا ما ساعدنا على التقاط الكثير من الصور».وشاركت البحرين بوفد كبير يتكون من 26 شخصا، وذلك ما أتاح فرصة إقامة معرض خاص بالصين بعد عودتهم، وبذلك عبر شفيق أن «صعوبات كثيرة واجهتنا، ولكننا سعينا رغم ذلك لإقامة المعرض، واستجابت إدارة مجمع السيف لطلبنا، كما دعمونا بشكل ممتاز، إذ قمنا بتصميم الحوامل خصيصاَ للمعرض».

المؤتمر الذي يقام كل عامين يكون اختيار الدولة المضيفة له بالقرعة، وتشارك فيه أكثر من 50 دولة من العالم، إذ تستفيد الدولة المضيفة من العدد الهائل من المصورين الذين يزورون البلد في الدعاية له، ولذلك يتم استضافتهم وفق برامج حافلة على هامش المؤتمر الذي يقام في يومين، لتبقى باقي الأيام متاحة للتجول في المعالم والتقاط الصور.

المصور علي الكوفي ذكر أن رحلتهم استمرت لمدة 12 يوما، مؤكدا أن وفد البحرين كان كبيرا، ورغم ذلك فقد تحمل كل مصور تكاليفه بنفسه، فيما يختص بالتذكرة والإقامة، وأعاد حصول الصين على فرصة الاستضافة إلي أنها «حصلت على أصوات الإتحاد الدولي المكون من 150 عضوا، والذين صوتوا للصين كي تستضيف المؤتمر بناء على البرنامج الذي طرحته، إذ شمل الوفد المشارك في المؤتمر 1200 عضو، إذ كان البرنامج مدروسا، وذلك ما رجح كفة الصين في مقابل عدد من الدول الأخرى».

وتعد البحرين أول دولة عربية وخليجية تنظم لعضوية الإتحاد، ورغم ذلك، فإن مشاركتهم في هذا المجال لا تزال متواضعة، إذ علق الكوفي بالقول «الصين لديهم أعضاء في اتحاد التصوير لا يقاسون بالآخرين في مجال التصوير وتوظيف تقنيات الكمبيوتر، ويصعب منافستهم، ونحن كبحرينيين لم نتمكن من الحصول على جوائز متقدمة على مستوى العالم، وحتى عمان، التي شاركت في الإتحاد بعدنا تمكنت من إحراز جوائز في المسابقة، وذلك نتيجة لوجود دعم حكومي» مقارنا إياهم بالمصورين البحرينيين بالقول «دعمنا الوحيد الذي حصلنا عليه كان من الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة؛ لذلك لم يحصل البحرينيون على مكانة في مجال التصوير، رغم أن لدينا مصورين، ونحن الأقدم في المشاركة، إلا أننا افتقرنا للدعم المادي والمعنوي على حد سواء».

وشارك في المعرض 12 مصورا ممن حضروا المؤتمر، إذ أبدى الكوفي استياءه من التجاهل الإعلامي الذي حصل للمؤتمر، والذي عبر عنه متسائلا بالقول « أين الحافز لما نقدمه لإبراز البحرين؟ نحن نحب وطننا ونرغب في إبرازه، ولكن المصورين لا يستفيدون الشيء الكثير بمقابل الخسارة التي تلحق بهم، نحن نقيم الكثير من المعارض ونحتاج إلى الدعم حتى نزيد الإبداع الموثق باسم البحرين»!

العدد 1973 - الأربعاء 30 يناير 2008م الموافق 21 محرم 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً