انقضت الأمور في انتخابات اتحاد كرة القدم بانتخاب مجلس إدارة جديد قديم عدا دخول الوجه الجديد عبدالعزيز اليحيى وأصبح المهم الآن هو التحديات والملفات التي تنتظر المجلس الجديد لبيت الكرة البحرينية بقيادة الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة.

هموم وواقع وظروف الكرة والرياضة البحرينية معروفة منذ سنوات طويلة وبالتالي لسنا بانتظار أن يذكرنا بها أحد أعضاء المجلس الجديد عند حدوث خطأ أو مشكلة ما لأنها ستحدث مع أي إدارة مختلفة للاتحاد، ويتوجب على الإدارة الحالية تحمل مسئولياتها وتبعاتها في العمل من أجل تحقيق الطموحات المأمولة (أو على اقل التقادير نصفها) لدى الأندية والجماهير الكروية البحرينية.

والتحديات المنتظرة كثيرة منها ما يمكن تحقيقه، ومنها الصعب، فمثلا تطوير المسابقات المحلية والحصول على جهات راعية قوية ومناسبة توفر الظروف الجيدة للأندية والمسابقات والجماهير من الأمور المطلوبة لتصحيح الأخطاء السابقة مع «الرعايات الفاشلة».

وهنا يستوقفنا الحديث لنؤكد أهمية وضوح الأمور في عملية الرعاية مع الشركة الجديدة منذ البداية بحيث أن يتم توضيح المشكلات والمعاناة التي تواجهها مسابقاتنا بدلا من توقيع العقد ومن ثم تصطدم الشركة بالواقع المرير لدورينا مثلما حدث مع شركة «أكسيم» وهي مسئولية مشتركة بين اتحاد الكرة والشركة.

نأمل ألا يكون المقياس الحقيقي على عمل اتحاد الكرة هو نتائج المنتخبات فقط وان كانت تعتبر مهمة إذ وضح في الفترة الأخيرة أن ما يصرف على المنتخب سواء من موازنة الاتحاد أو موازنات ومساعدات ومكرمات خاصة تفوق بكثير ما يصرف على المسابقات والملاعب والفرق الكروية، لذلك نأمل أن يكون هناك تحرك جاد لدى اتحاد الكرة في إيجاد السبل نحو الجهات العليا أو القطاع الخاص لإيجاد راعٍ للعمل على إنعاش واقع مسابقاتنا الكروية المحلية.

في نهائي بطولة سمو الشيخ فيصل بن حمد الأسبوع الماضي الذي جمع فريقي داركليب والعكر امتلأ الاستاد وجوانبه الخارجية بالجماهير، فغدا كبار الحضور يتساءلون عن سر حضور هذه الجماهير التي تعتبر كبيرة قياسا بالاعداد القليلة التي تعد على أصابع اليد في غالبية مباريات دورينا الكروي الرسمي وهو التساؤل ذاته الذي طرح بعد نهائي كأس سمو الشيخ ناصر بن حمد الرمضانية والذي جمع فريقين غير رسميين، والجواب لا يحتاج إلى دراسة وإسهاب وينحصر في كيفية تسويق مسابقاتنا وإبرازها إعلاميا وعدم الاتكال على جهات أخرى وهو مسئولية يجب على اتحاد الكرة التحرك نحوها بفعالية ورؤية مختلفة عن الفترة السابقة.

استوقفتني كلمات تصريح عضو اتحاد الكرة المنتخب عبدالرزاق محمد أنه يجب تحريك الملفات الساكنة في إدراج بيت الكرة البحرينية خلال السنوات الأربع المقبلة وذلك يعني أن على اتحاد الكرة تغيير توجهاته وآليات عمله وتفعيل الكثير من الأمور المعلقة في أسوار البيت الكروي، ومنها تفعيل اللجان العاملة داخل الاتحاد ليكون عطاؤها أكبر ايجابيا.

إننا ننتظر من الإدارة الجديدة لاتحاد الكرة إحداث «التغيير والتطوير» وليس السير على السكة ذاتها وعدم الاكتفاء بالشكليات المقبلة بأمر توصيات الفيفا بتعيين نائبين لرئيس الاتحاد وتعيين أمين عام للاتحاد، فملف التوصيات حافلا وعلينا الأخذ بها وتفعيلها على أرض الواقع