طالعتنا بعض صحفنا المحلية بحملة لا يمكننا أن نفهم ردود فعل كتابها بعيدا عن تراكمات النجاحات التي حققها إبراهيم شريف في تصديه لمهمة قيادة جمعية العمل الديمقراطي (وعد) بعد غياب فرضته ظروف المرض على قائد مسيرتها والأب الروحي للكثير من مناظلي التيار الوطني الديمقراطي المناضل عبدالرحمن النعيمي عن مسرح الحدث في ساحة العمل الوطني والسياسي.
والغرابة في الموضوع وتلك الحملة المتحاملة، أن البعض ابتعد عن التحليل العلمي والمنطقي لفكر ومنهج عمل أبوشريف أو وعد ليبادر إلى تحويل كتاباته إلى قضايا شخصية من دون أن نعرف عنهم أو يعرف جمهور القراء أي اهتمامات لهم بمتابعة ما يجري على الساحة السياسية أو داخل القوى السياسية الفاعلة، ودع عنك أن يعرف القراء عنهم أو توجهاتهم أي اهتمامات بشئون حياة المواطن والشأن العام. بل ولقد حاول بعضهم بغباء وصلافة يحسدون عليها أن يوقعوا بين أطراف التيار الوطني الديمقراطي وكأن لسان حالهم ينطق بما تحتوي عليه أفكارهم وقلوبهم من كآبة وحزن عميقين مرجعه التقارب الذي يعمل المخلصون في هذا الوطن على تعزيزه وتكريسه في العلاقة بين مكونات هذا التيار وقواه الحية بتاريخها المشرف سواء على مستوى العمل الوطني أو السياسي أو الاجتماعي أو حتى النقابي.
لذلك يحدونا الأمل وبتفاؤل عكس الكثير من المخلصين والوطنيين المهتمين بالشأن العام والذين تناولوا هذا الموضوع سابقا، أن يجسد هذا التيار تقاربه بنشاط مشترك بين صفوف قواعده وكوادره وبالذات على مستوى شبابه الواعد من أجل خلق بيئة صحية وتقارب حقيقي يمكن أن يحقق ما تصبوا إليه أفئدة الكثيرين ممن يؤمنون بأن هذا التيار هو الوحيد المؤهل لتكريس وتجذير ليس فقط التوجهات والآمال الإصلاحية في هذا البلد، بل وتعزيز الممارسة الديمقراطية وتجذير المواطنة الحقة ومحاربة الفساد المالي والإداري ورفع المستوى المعيشي للمواطن والقضاء على التميز بأشكاله المختلفة والقضاء على جذور الفتن الطائفية التي ينفخ البعض في نارها ليل نهار.
نعم مازلنا نحلم بوطن أجمل وأيام أجمل على رغم بلوغنا واقترابنا من نهاية الطريق وأرذل العمر.
وعلى رغم محاولتنا للابتعاد عن شخصنة الأحداث والعمل السياسي، إلا أنه من المستحيل أن نتجاهل المنهج وأسلوب عمل أبوشريف والذي كرسه أبوشريف كسياسي وقيادي في تنظيم حزبي سواء على مستوى مشاركاته في الندوات العامة أو الخاصة أو ما ينشره من كتابات ومقالات. فإبراهيم شريف لا يطرح وجهة نظر شخصية أو تنظيمية متحدثا باسم جمعيته كما يفعل العديد من سياسيينا بصياغة إنشائية تفتقد الدليل والأرقام والوقائع، وإنما معززة بالأرقام والحقائق ومدعومة بالوقائع والمعطيات.
وما الندوة الأخيرة والتي أدارها باقتدار الأخ غازي عبدالمحسن والتي صال فيها وجال المشاركون فيها من التيار الوطني الديمقراطي الإخوة عبدالنبي سلمان وإبراهيم شريف إلا مثالا حيا على حيوية هذا التيار ودليلا ساطعا على اهتماماته وانشغاله بالملفات الأساسية التي يحمل همها المواطن وتؤثر تأثيرا جليا ومباشرا على حياته المعيشية اليومية، والتي تأتي قضايا الفساد الإداري والمالي على أعلى سلم أولوياتها، بما في ذلك تفعيل الدور الرقابي لممثلي الشعب وتفعيل آليات عمل ديوان الرقابة بما في ذلك الدور الذي تجاهله هذا الديوان في قضايا الفساد أو قضايا الهدر في المال العام وأملاك الدولة بما يتماشى مع المنهج الإصلاحي المطلوب والذي يسعى الجميع إلى تعزيزه لتصل البحرين إلى أعلى المراتب بين الدول المتقدمة والعريقة في ثقافتها ومنهجيتها الديمقراطية الحقة.
نقول هذا على رغم اختلافنا أحيانا وفي عديد من القضايا والملفات مع بعض أطراف التيار الوطني الديمقراطي سواء على مستوى رؤيتنا أو تحليلنا للمعطيات أو على مستوى بعض ما اتخذ من مواقف وتوجهات، بما فيها اختلافنا مع أبوشريف أو وعد في قضايا التسجيل لقانون الجمعيات أو المشاركة في الانتخابات منطلقين من رؤيتنا أن ما بني على باطل فمحصلته النهائية باطل، ولكن تبقى قناعتنا الراسخة والأكيدة بأن إذا ما كان هناك بارقة أمل مستقبلية في إصلاح حقيقي ومعالجة لقضايا الفساد المالي والإداري والتوزيع العادل للثروة وتكريس المواطنة الحقة وبناء دولة القانون وتجذير الثقافة الديمقراطية، فإن هذا التيار هو الذي يملك القدرة والنَفَس الطويل والرؤية الواضحة لتحقيق كل ذلك إذا ما استعاد دوره وجمع صفوفه ونشط جماهيريا بعيدا عن الطأفنة والتشطير العمودي للمجتمع، وعاد إلى مرجعيات وسياسات واضحة تفعل دوره ودور الجماهير في العمل السياسي
إقرأ أيضا لـ "عبدالمنعـم الشـيراوي"العدد 2284 - السبت 06 ديسمبر 2008م الموافق 07 ذي الحجة 1429هـ