كانت سمة «الحوار الاقتصادي» هي الغالبة على مؤتمر «حوار الحضارات» الذي استضافته البحرين في اليومين الماضيين، وتحديدا بين الجانبين الروسي والبحريني، والذي يتوقع - بناء على كثير من المؤشرات - أن يفضي إلى توقيع اتفاقيات اقتصادية تجمع الجانبين في مشروعات كبرى منها إنشاء جسر البحرين - قطر على سبيل المثال.

منظمو المؤتمر والقائمون عليه يشتركون في الإيمان بضرورة خلق جسور للتواصل الاقتصادي بين الدول كنوع من «حوار الحضارات»، غير أن المظلة العامة للمؤتمر باختياره عنوانا كبيرا وعاما جدا يشمل التحاور بين كل الحضارات تدفع للتساؤل. فقد كان الجانب الروسي غالبا على حضور المؤتمر بنحو 150 مشاركا، ولا يمكن على الإطلاق تجاهل أن من بين الوفد الروسي ممثلين لثلاث شركات نقل كبرى في روسيا، ومن بينهم رئيس منتدى حوار الحضارات الروسي الذي يشغل بنفسه منصب رئيس شركة سكك الحديد الروسية في الوقت نفسه، ولعل السؤال يثار هنا: ما علاقة سكك الحديد بحوار الحضارات؟

يرأس مجلس إدارة المنتدى من الجانب البحريني في المقابل وكيل وزارة المواصلات البحريني بنفسه أيضا، ولذلك لابد أن تكون هناك علاقة «اقتصادية» أكيدة بين الطرفين.

لا نقف ضد دخول الجانب الروسي في مشروعات اقتصادية واستثمارية كبرى في البحرين مادامت ستعود بالنفع على البحرين ومشروعات الإنشاء والتعمير فيها. لكن يجب أن نسأل: هل يعتبر هذا المنتدى مسببا لهذا التعاون منذ البدء، أم نتيجة له؟