جاء قرار الاتحاد البحريني لكرة القدم بتجميد نشاطه في اللجنة التنظيمية لكرة القدم بدول مجلس التعاون «تاريخيا» وغير مسبوق في مسيرة الكرة البحرينية وعلاقتها بالتنظيمات والاتحادات الإقليمية والدولية.

وأعتقد أن ما حمله البيان الإعلامي الذي وزع على الصحافة المحلية هو تسجيل موقف قوي واحتجاجي على رغبة وتمسك رئيس اللجنة التنظيمية الكروية الكويتي العنزي ببقاء مقر اللجنة في الكويت حتى نهاية 2008 وهو ما يعد مخالفا لنظام المداورة بين الدول الخليجية باستضافة مقار اللجان التنظيمية في مختلف الألعاب علما أنه وفق النظام وقرار رؤساء اللجان الأولمبية بدول المجلس ينص على انتقال المقر من الكويت إلى البحرين بدءا من مارس/ آذار 2008.

ولعل السؤال الذي يطرحه البعض عن سر أهمية تمسك الاتحاد البحريني بحق استضافة مقر تنظيمية الكرة الخليجية للدرجة الذي دفعته إلى تجميد نشاطه احتجاجا على الخطوة الكويتية، فيما تبرز الإجابة بأن الاستضافة يمثل حقا بحرينيا في نظام المداورة، بالإضافة إلى أنها المرة الأولى التي ستتولى فيها البحرين استضافة تنظيمية الكرة الخليجية منذ تشكيل اللجنة. وبلاشك أن ثقل كرة القدم يفوق مقار بقية اللجان التي سبق للبحرين استضافتها في كرة السلة وكرة اليد وغيرها، كما أن تنظيمية الكرة تجتذب شركات راعية من شأنها اجتذاب موارد مالية لا تشكل أية أعباء مالية على البحرين جراء استضافتها لهذه اللجنة.

قد لا يكون قرار التجميد منبعثا من منع اتحاد الكرة فقط بل مدعوما من قبل اللجنة الأولمبية البحرينية والمؤسسة العامة للشباب والرياضة لكن الأهم أن تكون تبعات هذا القرار محمودة العواقب ولا تشكل انعكاسات سلبية وخصوصا عندما تشتد الأمور في ظل تمسك الطرفين، وهناك اجتماع مهم سيعقد في مارس لرؤساء اللجان الأولمبية ووزراء الشباب بدول التعاون في مارس المقبل، وسيكون هذا الموضوع مطروحا على طاولة الاجتماع.

والغريب في هذا الصدد هو موقف الإدارة الرياضية بمجلس التعاون برئاسة عبدالعزيز العطية الذي تولى رئاسة اللجنة التنظيمية لعدة سنوات وعلى دراية بمثل هذه الأمور واحتواء خلافها بالطريقة التي لا تؤثر على العلاقات الأخوية بين الاتحادين البحريني والكويتي.

ولعلنا هنا نستبق الحوادث ونطال اتحاد الكرة بالعمل مبكرا على اختيار الرجل المناسب الذي سيتولى رئاسة اللجنة التنظيمية ومعاونه لأن هذا الرجل سيكون محط الأنظار والأضواء ويجب أن يكون مؤهلا وذات كفاءة في مجال كرة القدم والإدارة الرياضية لأنه في النهاية سيكون واجهة للبحرين خلال أربع سنوات