لا يختلف اثنان أبدا في رأيهم بشأن دغدغة (بعض) النواب موضوعات حساسة لا تخرج عن الماديات والتي أقصد بها «الكاش» أو كما يحب أن يسميها البعض «الخريدة»!
فلاتزال هذه الدغدغة - على رغم قدم موضتها - مُجدية وغير مُستهلكة في توصيل الغايات والأهداف حتى لو لم تكن جادة، بمطالبة بعيدية هنا ودفعة بلاء عن عمر (...) هناك، أو توزيع خمسين دينارا هنا أو سبعين هناك. بالنسبة إليّ لا فرق البتة حتى يتم تسلمه في المصرف بل الأهم دوامه.
العناوين البراقة لـ (بعض) النواب والتي نراها على صدر الصحف وسرعان ما ننساها، أو هي الارقام المليونية التي نسمع عنها وسرعان ما ننساها أيضا كما نسينا الملايين السابقة وستكون في طي النسيان - بالنسبة إليّ على الأقل ـ وتحصيل حاصل لا يختلف فيها السابق عن اللاحق.
فمن علامات الخرف المبكر الذي يعاني منه (بعض) الناس، وما سنعانيه من خرف مُركب يصعب حلّه. بل هو مُصنّف ضمن الأمراض التي لا حلّ لها مثل - بعيد الشر عنكم - الايدز في المستقبل القريب جدا، هو تلك الأخبار التي تتقاطر علينا من هنا وهناك، والتي يتسلى فيها الناس أو هم يقزرون وقت فيها بعيدا عن السياسة على الأقل!
هل تذكرون العيدية في دورة البرلمان السابق والصفقات التي عُقدت حتى حظي بها موظفو القطاع العام فقط كأنهم «طراروة» ظلوا ينتظرونها ويخططون مشروعاتهم عليها، غير أن ما يعجبني في هذا البرلمان أن هناك من يتكلم عن القطاع الخاص دخيل بالله.
الله يعيننا من يوم صعيب علينه... يوم يتحول فيه كل البحرينيين ومن فرط أحلامهم من أناس واقعيين الى أناس خياليين تتسبب عليهم هذه الأخبار بالخرف الذي لا حول ولا قوة لنا بها... والله المستعان!
إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"العدد 1968 - الجمعة 25 يناير 2008م الموافق 16 محرم 1429هـ