قد يعتقد كثيرون أن هذا الخبر (دعم مجموعة الاثمار) ليس له أهمية، لكننا لو تمعنا فيه قليلا فسنجد له عدة أبعاد، فمع إعلان مجموعة الإثمار المصرفية يعد مفاجأة رائعة قبل يومين برعايتها سائق سباقات (GP2) الفرنسي رومن جروسجين في بطولة (GP2) الآسيوية التي انطلقت منذ أمس الأول على مضمار حلبة أوتودروم بدبي، وتعد هذه الرعاية هي الأولى من نوعها لهذه المجموعة المصرفية في عالم رياضة السيارات، وهي خطوة رائعة وناجحة لهذه الشركة المالية في ميدان سباقات السيارات الأحادية المقعد وخصوصا أن السائق الفرنسي هو أحد السائقين البارزين في منافسات الفورمولا 3 الأوروبية العام الماضي، إضافة إلى أنه سائق التجارب لفريق الرينو للفورمولا 1 إلى جانب كل من فرناندو ألونسو ونيلسون بكيت، وما يثلج الصدر هو تهافت الشركات للدخول في عالم رياضة السيارات، وهو السبب الرئيسي الذي يساهم وبشكل مباشر في دعم وتطوير رياضة السيارات بالشرق الأوسط، وقد يتساءل القارئ العزيز لماذا فضلت الشركة المصرفية البحرينية رعاية متسابق فرنسي ولم ترع متسابقا بحرينيا أو على الأقل متسابقا خليجيا أوعربيا؟

في تصوري الشخصي أعتقد أن الشركة عمدت لدعم هذا السائق لما يتمتع به من مواهب عالية ووصوله إلى مراتب رفيعة في سباقات السيارات الأحادية المقعد، هذا إضافة إلى اتخاذ المجموعة من العاصمة السويسرية جنيف مقرا لها، كما أن رؤية هذه الشركة هي الحصول على سائق متمكن للترويج عن نفسها في أكبر فعاليات رياضة السيارات، وللأسف أن ومع تطور رياضة السيارات في منطقة الشرق الأوسط فإن نجومها قليلون جدا.

ومع دخول هذه المجموعة المصرفية في عالم رياضة السيارات سيولد نوعا من التنافس بين هذه الشركات المالية الكبيرة، إذ لدينا في البحرين بيت التمويل الخليجي الذي يرعى السائق المحلي حمد الفردان الذي أصبح يشارك باسم (فريق بيت التمويل الخليجي) وحقق الفردان أفضل النتائج على مستوى الشرق الأوسط خلال مشاركته في بطولة الفورمولا 3 البريطانية العام الماضي بتحقيقه المركز الثالث، الامرالذي عزز اسم هذه الشركة المالية وساهم في رفع اسمها حتى أصبح الاسم مرتبطا ارتباطا وثيقا بالسائق حمد الفردان، والأخير بدا نجمه يسطع وهو سائق واعد يواصل مسيرته الرياضية بمشاركته ببطولة الفوورمولا 3 الآسيوية التي يتربع على عرش صدارتها حتى الآن. ولدى فريق بيت التمويل الخليجي توجه جاد للمشاركة في بطولة الفورمولا 3 الأوروبية في موسمها المقبل، ودخول شركة الدار بالامارات العربية المتحدة بدعمها فريق الفورمولا 1 فورس انديا بالاضافة إلى شركة الاتحاد للطيران، ولا ننسى جائزة طيران الخليج الكبرى للفورمولا 1 بالبحرين.

ومع توجه هذه الشركات والمصارف المالية الى المساهمة في دعم رياضة السيارات نتمنى أن يظهر لنا سائق بحريني آخر يحمل شعارا لإحدى هذه الشركات البحرينية ويدافع عن اسمها وألوانها في رياضة السيارات، ومع وجود هذه المنافسة بين هذه الشركات والمصارف كبيت التمويل الكويتي الذي يعتزم دخول عالم رياضة السيارات أيضا فقد بدأت المنافسة تحتدم، لكن للأسف الشديد أننا بدأنا نلمس تراجعا ملحوظا في رياضة السيارات بالبحرين على رغم امتلاكنا أفضل الحلبات العالمية.

وبوجود هذه المنافسة بين الشركات التي دخلت عالم رياضة السيارات، ستمضي رياضة السيارات في الشرق الأوسط نحو العالمية، واتساع قاعدتها ما سيجعل منها محط أنظار للجميع وإقبال للمشاركة في البطولات التي تنظمها.