العدد 1968 - الجمعة 25 يناير 2008م الموافق 16 محرم 1429هـ

علي بن يوسف فخرو

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

رحل أمس الأول رجل الأعمال الكبير علي بن يوسف فخرو بعد ثمانية عقود من التاريخ الحافل بالعطاء. وهو كما وصفه العارفون برجالات البحرين «أحد مؤسسي نهضة البحرين الحديثة». وقد بدأ نشاطه التجاري في السابعة عشرة من العمر. وكان له الفضل في تأسيس عدد من الشركات المهمة العاملة في البحرين. وكانت بصماته واضحة في مسيرة غرفة تجارة وصناعة البحرين على مدى تاريخها سواء على صعيد عضويته في أكثر من دورة في مجلس إدارة «الغرفة» أو على صعيد رئاسته مجلس الإدارة عدة دورات متتالية والتي بدأت في العام 1989 حتى العام 2002.

عميد عائلة فخرو كان مثالا للعطاء في الجوانب الاقتصادية والخيرية، وشخصية وطنية شقت طريقها إلى المراتب العليا من خلال تقديس العمل والإبداع والإقدام والاعتماد على النفس، ولمّ الشمل، والاهتمام بمن هم حوله والتقرب من الناس، الفقير منهم والغني، ومن كل فئات المجتمع من دون تفريق. وهذه هي الصفات البحرينية الأصيلة التي بنت البحرين في أيام الشدة، قبل أن يسود عصر النفط بالشكل الذي ساد به منذ منتصف السبعينيات. لقد كان الرعيل الأول الذين مثّلهم علي بن يوسف فخرو منارة لجميع الخليجيين. وكانت البحرين مركزَ التجارة في الخليج العربي، والممرَ الذي تمر من خلاله البضائع إلى السعودية ودول الجوار. وكان النشاط التجاري معتمدا على شخصيات مرموقة، لولاها لما حصلت البحرين على سمعتها الحضارية التي مازالت تمثل أنموذجا احتذاه الآخرون. ونأمل أن يستوعبه البحرينيون في هذه الحقبة؛ لإعادة النهوض بالبحرين وسط التحديات الجديدة التي تواجهنا.

ولكي نصعد مرة أخرى فعلينا أن ندرس حياة الروّاد الذين أوصلونا في السابق إلى مكانتنا. ونرى أن شخصا مثل علي بن يوسف فخرو لم يصبح تاجرا كبيرا؛ لأنه حصل على العطايا والهدايا والمناصب المجانية، وإنما لأنه استحقها عن جدارة واكتسبها عبر عمل شاق ومتواصل... ننظر إلى الوراء لنرى أن المبدعين من أمثال علي بن يوسف فخرو أعطوا لبلادهم ولمجتمعهم أكثر مما أخذوا، على حين ننظر إلى نماذجَ تنتشر في زماننا تبلع خيرات بلادنا، وتأخذ كل شيء من دون أن تعطي مجتمعها شيئا.

إن البحرين - التي بناها أمثال علي بن يوسف فخرو - جذبت كل أهل الخير، وصهرتهم في بوتقة متسامحة معطاءة. وهذه هي صفات أهل البحرين التي نحتاج إليها اليوم؛ لاستعادة مجدنا. إننا لسنا بحاجة إلى متطفلين وجشعين وكسالى ومنافقين وماكرين ومتنفذين يهلكون الأرض والثروة ويبعثرونها فيما لا ينفع البحرين في شيء. وهذه النماذج التي كثرت في بلادنا أخيرا لا تعرف شيئا عن روّادنا من أمثال علي بن يوسف فخرو. ومع الأسف إننا بدأنا نسمع ونقرأ أسماءَ مجهولة الأصل تدعي أنها بحرينية، وهي ليست من البحرين في شيء... إن البحرين تمثّلت في أهلها. وكان ممن مثّلها أحسن تمثيل عميد عائلة فخرو المرحوم علي بن يوسف فخرو، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1968 - الجمعة 25 يناير 2008م الموافق 16 محرم 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 4:37 ص

      الذكرى الثانية

      تقترب الذكرى الثانية لرحيل المرحوم علي بن يوسف فخرو
      وأود الاشارة الى انه رحمة الله عليه كان بحرينياً بكل ما تحمل الكلمة من معنى لا يعرف التفرقة في معاملته بل يحرص كل الحرص على حضور مجالس العزاء الحسيني والتواصل مع الجميع في المدن والقرى شيعة وسنة تجار ومواطنين.
      رحمه الله ونتمنى من الله أن يكثر من أمثاله بدل الطائفيين الذين أصبحو يعيثون في البلد فساداً

اقرأ ايضاً