العدد 1968 - الجمعة 25 يناير 2008م الموافق 16 محرم 1429هـ

الفنان الكويتي ناصر المانع: لست دكتاتورا... أرجوكم اسمعوني!

بعد غياب عن الساحة استمر ثماني سنوات عاد يسأل «وش فيش»...

يحاول الفنان الكويتي ناصر المانع أن يتحدى الظروف قدر الإمكان... وهو يعلم في قرارة نفسه، كما يعلم الكثير من محبيه وأصدقائه من الفنانين أو من مستمعيه، أن تجربة «زين شفناك» التي أصدر خلالها ألبومه الأول في العام 2000، لم تكن تلك التجربة «الموفقة» التي دعمت مشواره الفني، لكنه غاب عن الساحة ثماني سنوات منذ ذلك الحين، حتى هذا العام، لينطلق من جديد، وبصورة أعادت إلى الأذهان صوت «المانع» الحقيقي من خلال ألبوم «وش فيش».

واليوم، ينتظر الفنان ناصر المانع من الجمهور، وقفة تأمل وتقييم فعلية لعمله الجديد الذي أراد من خلاله أن يقدم طاقته الفنية وفيض المشاعر التي يتمتع بها من خلال هذا العمل الذي كتب كلمات قصائده ولحنه بنفسه وقام بالأداء في رحلة شاقة للإصدار الجديد الذي حدثنا عنه في هذا اللقاء:

لمن وجهت السؤال؟

الفنان ناصر المانع، نريد أولا أن نعرف، أنت تسأل من:»وش فيش» في ألبومك الجديد.. يعني إلى من وجهت هذا السؤال؟

- ليس في ذلك سر، هو سؤال وجهته إلى إنسانة قريبة مني، وربما ارتبطت بموقف، وأحب هنا أن أقول أن كل قصائدي مرتبطة بمواقف وهذا الأمر ليس بغريب على الكتاب والشعراء الذين يستوحون من مواقف ومشاهد تعرضوا لها في حياتها وأثرت فيهم وتأثروا بها لكي يسطروها عبر الكلمة واللحن والقصة والخاطرة وهكذا هو الإبداع الإنساني، وبالنسبة الى العمل الجديد فقد اخترت عنوان احدى الأغاني «وش فيش» باعتباره يحمل شيئا من الغرابة كما أنه لم يستخدم من قبل ولا تنسى أنه لفظ عربي قحطاني كما هو الحال بالنسبة للكثير من عرب البادية الذين يلفظون الكاف «شينا». وعلى أي حال، فإنني بعون الله وتوفيقه، أصدرت عملا وددت أن أفاجئ به الجمهور والزملاء الفنانين لذلك عملت في صمت، وأنا في غاية الاطمئنان والرضا، ليس لأن العمل خارق... بل لأنني بذلت فيه من الجهد ما استطيع.

نزوة أم هروب من الواقع؟

لكن، ما هو سبب التوقف؟ هذا أمر غريب فأنت فنان شاب أتيحت لك الفرصة للغناء مع فنانين كبار أمثال ميحد حمد وأحمد الجميري وأحلام وديانا حداد... كان ذلك في منتصف التسعينات، ثم أصدرت عملك الأول، أعقبه فترة التوقف... طويلة هي السنوات الثمان، أليس كذلك؟

- نعم هي طويلة دون شك، وأسباب التوقف هذه ليست نزوة أنما هروب من واقع... كان وقفة لإعادة التأهيل ودراسة القدرات وتنمية المهارات والإمكانات للدخول في تجربة جديدة أكثر قوة... وللعلم، فإن عملي الأول أعتز به كثيرا... مهما كان مستواه ومهما كان وضعه... فأنا أعتز به لأنه منحني الشجاعة والقدر على المضي قدما في العمل... أن تتعلم من أخطائك فهذا شيء كبير ومهم يعينك على اكتشاف عناصر القوة بداخلك، ولكن، كان العمل الأول بمثابة «صدمة» جاءت من قبل من تعاملت معهم، وخصوصا حين تتعامل مع منتج يقيدك بعقد ويتدخل في العمل بحيث يصبح هو الشاعر وهو الملحن وهو المطرب، ولا يمكن أن تأخذ بيد فنان شاب لأن تنتج له عملا ثم تتحكم فيه باعتباره «هاويا» لا أكثر ولا أقل... هنا، لابد من القول انني أردت التوقف لأتعلم المزيد وفي هدوء وروية.

ولأنني أعتز بعملي، فقد قررت أن أتحرك بحرية، فأنا المسئول الأول والأخير عن إصدار «وش فيش»، من إنتاجه إلى توزيعه، وهذا ما تعلمته من الإصدار الأول.

وأنا اليوم ولله الحمد، لست أعمل بناء على ما اخطط له، ولا أريد أن أتعرض من جديد إلى مشكلات مع شركات إنتاج وإدارات متلونة بين الحين والحين، وتضع الأعذار حتى بالنسبة الى الشعراء والملحنين الذين تسميهم أحيانا «أسعارهم غالية».

من تقصد؟

- بصراحة يا أخي العزيز، أقصد كل شركة إنتاج تريد التحكم في أي فنان كان!

من حقي تجديد نفسي

في الإصدار الجديد، قمت بكل الدور، الشاعر والملحن والمطرب... هذا العمل مرهق أليس كذلك؟ فلم فعلت ذلك؟

- من ناحية أن العمل مرهق فأنت محق، لكنني أردت أن استخبر قدراتي لأنني إنسان متخصص في الموسيقى وتخصصت في آلة العود وتمرنت كثيرا على تذوق الكلمات والقصائد والخواطر، فليس في ذلك ما يثقل عملي، ولا تنس أن سنوات التوقف الثمان أعطتني مجالا لأن أتجدد وتتجدد أفكاري، بل ونظرت أيضا إلى جوانب خفية وغير منظورة بالنسبة للكثيرين فيما يتعلق بنجاح العمل... فقد تنجح أغنية عربية وتنتشر في العالم العربي دون أن يعرف الناس من هو الشاعر ومن هو الملحن... يعرفون فقط المطرب.

ستكون إذا أمام مشكلة في تحديد مزاج كل فئة عمرية... الأمزجة تختلف؟

- وهذا ما ركزت عليه بالدرجة الأولى، ففي إصدار «وش فيش» ستكتشف أن العمل ليس موجها إلى فئة محددة، يمكن للشباب أن يحصلوا على اللون الذي يعجبهم ويمكن للرجال والنساء أيضا، وأنا في الحقيقة لا أنظر إلى مستوى الأغاني التي تنتشر بسرعة ثم تختفي بعد شهر أو شهرين... يهمني كثيرا أن استهدف كل الفئات وأحاول أن أقدم لكل منها لون يناسبها، فالعمل الجديد يحوي 8 أغان اشعر شخصيا، كما ابلغني بعض الزملاء، أنها تعطي تنوعا لمختلف الأعمار.

ومن واقع تجربة، يمكنك أن تقدم ثلاث أغنيات جديدة في حفلة خاصة مثلا، وبعد ذلك تعود إدراجك لتقديم الأغاني القديمة والفلوكلور الخليجي خاصة لفئة المستمعين الناضجين لأنهم يتذوقون بطريقة صحيحة، وفي الوقت ذاته، مطلوب منك أن تقدم تنوعا يمكن أن يلاقي ذوق مختلف الناس.

بين الصنعاني والسامري

الجديد لديك هو مزيج مختلط بالفعل... هناك العدني والصنعاني الجميل المحبوب في الخليج، وهناك السامري وربما العاشوري الذي يرتبط بالأغاني الخليجية وتراثها، حدثنا قليلا عن هذا الجانب؟

- أود الإشارة أولا إلى أن العمل تم تنفيذه في مؤسسة الفكر للإنتاج الفني تحت أشراف الملحن والمهندس جاسم خلف، والعمل بصورة عامة لا ينحصر في إيقاعات معينة، فلكل أغنية إيقاعها الذي يختلف عن الأخرى، وأردت من خلال ذلك أن أعطي الأغنية الكلاسيكية جوها، وأقدم للأغنية العدنية والصنعانية جوها، فلهذا أقول أن من المهم النظر إلى نوعية اللون الذي ستقدمه للناس وخصوصا المتذوقين منهم للعمل والناقدين الحقيقيين، والرائع هنا أن يشبه البعض صوتي بصوت الفنان الكبير أبوبكر سالم الذي اعتبره معلما لي، وبأصوات الفنانين المبدعين من أمثال أصيل وعلي بن حمد، وأنا أتمنى أن يسمعني الأحبة ويقارنون بين ناصر المانع في «زين شفناك»، وبين «وش فيش»؟

ثم أود الرد أيضا على الذين قالوا أن أعابوا على الأداء في العمل الأول، وأقول لكم أن السبب في ذلك كان فنيا هندسيا بحتا يعود إلى تسريع رتم الأغاني بعد تسجيلها وهذا أدى إلى انخفاض في الجودة قطعا، لكن هناك من سمعني قبل إصدار ألبومي الأول، في مهرجان خريف صلالة غنيت مع الفنان الكبير أحمد الجميري وعلي عبدالستار وغنيت مع الفنان ميحد حمد في العام 96، وكذلك غنيت مع أحلام وديانا حداد في العام 97 في مهرجانات متعددة، ولكن تشرفني كثيرا ثقة من وثق بي ومنحني دعمه المعنوي وهو أمر يحتاجه الفنان في حياته دون شك.

وكما قلت سابقا، أن رأي أستاذي ومعلمي «أبوأصيل» الفنان أبوبكر سالم تهمني، ويهمني رأي صديقي العزيز الفنان عادل الرويشد وهو فنان متذوق، وقد عملت على ألا يعرف بالعمل قد إصداره إلا القلة ولربما انحصر بيني وبين المهندس، وهنا، اعتمدت على عنصر المفاجأة، فأنا لست دكتاتورا أو متسلطا، ولكن أحببت أن أقدم عملا يظهرني بمستواي الحقيقي.

العدد 1968 - الجمعة 25 يناير 2008م الموافق 16 محرم 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً