خرشتونه خراش بالـ40 مليون دينار اللي يقولون انها مخصصة لمكافحة الغلاء، ما ظل واحد في العالم ما يدري حتى الأجانب يسألون ويش صاير عندكم، ألحين اللي يشوف التلفزيون وهو كل يوم يحط هالإعلانات يقول بيعطون كل مواطن 40 مليون دينار.
ما أطالع الاخبار إلا قالوا 40 مليون، ما اشوف برنامج إلا قالوا 40 مليون، حتى في النوم صرنا نحلم بالأربعين مليون انها فطستنه من زودها، الدول الخليجية زادت رواتب مواطنيها بنسب متفاوته لكني ما شفت أحد خارشنهم هل الخرشة، هذا الناس بعدها ما استلمت شي والدنيا قاعدة وقايمة، والتلفزيون ما خلى أحد ما سوى وياه لقاء، لكن ما أدري ليش التلفزيون ما يسأل الناس عن الفقر والحرمان والبيوت الآيلة للسقوط، ليش ما يسألون عن آلاف الأسر التي تعاني ما تعانيه عند سقوط أي قطرة مطر؟
ولا أعلم لماذا يتم الحديث عن المعلومة الخصوصية في البحرين التي لا تكون خصوصية في العالم كله بما فيه دول الخليج ولكنها بمجرد أن تدخل الحدود البحرينية تصبح معلومات خصوصية.
لا أدري لماذا لا يذكر تلفزيون البحرين القريب جدا من المواطنين وهمومهم والناقل لجميع وجهات النظر إلى أن السبب في الإتيان بالأربعين مليونا كان التصعيد النيابي الذي خصص جلسة استثنائية لمناقشة الغلاء؟، صحيح أن القناعة كنز لا يفنى لكن أي متابع لوضع المواطن البحريني يعرف أن هذا الفقير منهك من القروض والغلاء والفساد الذي يحاصره من كل مكان، في الوزارات، في التوظيف، في المؤسسات الحكومية، في المشروعات، منهك من الرسوم التي تنتظره عند بوابة كل مؤسسة حكومية يقصدها للحصول على خدمة ما.
أما عن نقل التلفزيون لجلسات مجلس النواب فهي للأمانة جهود كبيرة من المقدمين والمصورين، لكن للأسف فإن جهود هؤلاء تذهب أدراج الرياح في معظمها لأن أصحاب القرار في المعظم لا يرتضون نقل 30 في المئة مما يجري، فأي انتقاد للحكومة يكون «ممنوع من البث»، واعتقد أن ذلك لخلل فني فأجهزة البث في وزارة الإعلام لم تتعود على ما يبدو بعد على الأجواء الديمقراطية لذلك يجب أن تغير، أو أن تلك الأجهزة ديمقراطية لأنها لا ريب مستوردة من أوروبا أو أميركا أو دولة ديمقراطية أخرى ولكن القرار الذي يحكمها لا يزال يعيش في زمن أمن الدولة، وغياب الشفافية.
إقرأ أيضا لـ "مالك عبدالله"العدد 1967 - الخميس 24 يناير 2008م الموافق 15 محرم 1429هـ