في يوم عاشوراء من العام الجاري، وعلى قناة «المنار» الفضائية، ألقى السيد حسن نصرالله كلمة بالمناسبة التفت لسماعها حشود من اللبنانيين الذين غصت بهم «ساحة الشهداء» في بيروت، عوضا عن شاشة التلفزيون حتى يتعذر على المشاهد فصل الرؤوس عن بعضها. وللمناسبة نفسها احتشد اللبنانيون بمختلف طوائفهم لإحياء الذكرى في موكب عزاء واحد شاملا مختلف الضواحي اللبنانية... ما يثير الدهشة وبالتالي السؤال هو كيف استطاع رجل واحد أن يجمع آلافا من الناس على مختلف مللهم ومذاهبهم ودولهم لسماع كلمته، وكيف سار موكب عزاء يمتد (على أقل تقدير) إلى مئات الكيلومترات من دون أن تفصله حلقات لأناس بعينهم ولافتات تشير إلى القرية أو المأتم صاحب حلقة العزاء تلك؟!

لا أظن أن من شاهد تلك الحشود وكيفية استجابتهم لنداء قائدهم، يشكك في أن تلبيتهم نابعة من القلب خالصة النية، بدليل، عوضا عن ارتفاع الأصوات بالإجابة، تحمل المشي وساعات من الوقوف في جو بارد لمجرد إعلان الولاء للحسين أولا ولنصرالله ثانيا... لا أظن من لمس ذلك لم تثر في نفسه الغيرة والسؤال: لماذا تمزقنا في البحرين إلى ملل وأحزاب في المذهب الواحد، ولماذا لم نسمح للحسين (ع) (وليس لأي شخص آخر طالما أجمعت جميع المذاهب والأديان على مكانته ومظلوميته) أن يكون قائدنا على مختلف مذاهبنا فنلتم كلنا في حلقة واحدة لا يفصلها مذهب أو توجه طالما الدين واحد، وبالتالي نسد الثغرات التي نبش فيها «الطائفي الحاقد» ليدس فينا سمومه ويقطعنا من جديد؟!